هددت مجموعة من المشرعين البريطانيين بنشر تقريرهم الخاص الذي يتضمن تفاصيل حول سوء المعاملة في السجون السعودية، ما لم تسمح لهم الرياض، الأسبوع المقبل، بالتواصل مع ناشطات سعوديات معتقلات.
ودعت منظمة العفو الدولية ومنظمة "هيومان رايتس ووتش" السعودية إلى السماح لمراقبين مستقلين بمقابلة محتجزين، بينهم نشطاء في الدفاع عن حقوق المرأة.
وأشارت المنظمة، الجمعة (25|1)، إلى تقارير أثبتت أن نشطاء وناشطات سعوديين تعرضوا للتعذيب، فضلاً عن احتجاز شخصيات بارزة في حملة على الفساد، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".
وزاد التدقيق الدولي في سجل السعودية في حقوق الإنسان ودورها في حرب اليمن بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وتقطيع جثته في قنصلية المملكة في إسطنبول بأكتوبر الماضي، ولم تعلن حتى الآن عن مكان الجثة رغم مطالبة السلطات التركية مراراً.
وأعلنت مقررة الأمم المتحدة المعنية بالقتل خارج نطاق القضاء والإعدام التعسفي، الخميس (24|1)، أنها ستتوجه إلى تركيا الأسبوع المقبل لقيادة "تحقيق دولي مستقل" في مقتل خاشقجي.
واتهم تقرير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، بأنه هو من أصدر الأوامر بقتل الصحفي، وذلك بالتزامن مع حملة قمعية شنتها السلطات السعودية ضد المعارضين لسياساته، إضافة إلى نشطاء حقوق الإنسان وصحفيين وكُتاب ودعاة وأكاديميين.
وقالت منظمة العفو الدولية إنها وثقت عشر حالات تعذيب وانتهاكات بحق النشطاء حينما كانوا محتجزين في مكان مجهول، الصيف الماضي، في حين أشار تقرير سابق لوكالة "رويترز" إلى أن 4 منهم على الأقل تعرضوا للتحرش الجنسي والصعق بالكهرباء والجلد.
وقالت "رايتس ووتش" أيضاً إنه ينبغي السماح بوصول مراقبين إلى الأمراء ورجال الأعمال الذين لا يزالون محتجزبن بعد القبض على عشرات من نخبة رجال الأعمال في المملكة في نوفمبر 2017 بأمر ولي العهد، في حملة ندد بها معارضون بوصفها ابتزازاً وحيلة لتعزيز النفوذ.
وأطلقت السلطات سراح العديد من هؤلاء هذا الأسبوع ومنهم عمرو الدباغ وبكر بن لادن، لكن يعتقد أن آخرين لا يزالون محتجزين ومنهم حاكم منطقة الرياض السابق الأمير تركي بن عبد الله، والملياردير السعودي الإثيوبي محمد العمودي، ووزير الاقتصاد السابق عادل فقيه.
وذكرت المنظمة الحقوقية أن هيئة حقوق الإنسان في المملكة (حكومية)، والنائب العام السعودي، لا يتمتعان بالاستقلال اللازم لإجراء تحقيق جاد ويتسم بالشفافية.
وكانت "رويترز" قد ذكرت في تقرير أن سعود القحطاني، مستشار ولي العهد الذي أُقيل من منصبه لدوره في قتل خاشقجي، قد أشرف شخصياً على تعذيب ناشطة واحدة على الأقل واستجواب بعض المحتجزين في الحملة على الفساد، بحسب الموقع الإخباري "الخليج أونلاين".