أحدث الأخبار
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد
  • 11:50 . 178 يوماً للتمدرس في العام الدراسي الجديد... المزيد
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد

العصا والتهدئة

الكـاتب : رضوان الأخرس
تاريخ الخبر: 21-01-2019

رضوان الأخرس:العصا والتهدئة- مقالات العرب القطرية

كلما شعر الاحتلال الإسرائيلي باقتراب انفجار الأوضاع في وقت لا يحبذه، أو على نحو لا يريده، قدم مبادرة لتهدئة، أو قدم مبادرين للتهدئة، وأحياناً يسمح لهم فقط بممارسة جهودهم في التهدئة، دون نية حقيقية للتهدئة، وقد يقصد الهدوء فقط.
وحتى سعيه للهدوء مشكوك فيه، لأنه مجبول على الغدر والتوحش وسفك الدماء، ولو كان يريد الهدوء والطمأنينة ما جاء من أقاصي الدنيا ليعتدي على شعب آخر، ويسرق أرضه ومقدراته، وينتهك مقدساته.
ولا يبدو مرحليًا بأنه يريد الهدوء أو التهدئة أيضًا وإلا ما كان ليستمر في حصار وعدوانه على غزة، وإثارة غضب السكان الذين يتظاهرون منذ شهور طويلة قرب الحدود، دون أن يستجيب لمطالباتهم بما فيها البسيطة والمتعلقة بتوفير حياة كريمة وإنهاء الحصار والإغلاق.
واكتفى بتقديم مبادرات لتخفيف حدة الأوضاع المأساوية في القطاع، أو بالأحرى اكتفى بالسماح بها، ومن ذلك أنه جرى فتح معبر رفح خلال الشهور الماضية، تزامناً مع مسيرات العودة، وسُمح بدخول دفعتين من الأموال القطرية للموظفين، إلا أنه في المقابل لم يدفع من جانبه أي استحقاق، ولم يلزم نفسه بأي استحقاق أو اتفاق.
بل ترك المبادرات تخرج من مصر، وسمح ببعض المساعدات، وسرعان ما عاد ليربط بينها وبين استمرار المسيرات، وكل هذه التحسينات ليست حلولًا للمشكلة بالمعنى الصحيح، وإن استمرت، رغم أنه لا ضمان على استمراريتها.
معبر رفح عاد للإغلاق مجدداً بعد انسحاب موظفي السلطة منه، والمنحة القطرية متوقفة، والموظفون وأهالي القطاع ينتظرون، فكلما لاحت بعض بوادر «الانفراجات» تلاشت، وعادت الأوضاع إلى المربع الأول.
لا يوجد إنسان في الدنيا لا يحب الهدوء أو الأمان والطمأنينة إلا من تمسخت فطرته، والفلسطينيون يريدون ذلك أيضًا، إلا أنه لا يكون على حساب الكرامة والحقوق وسرقة الأرض، ولا أحد يشعر بالطمأنينة وهو مضطهد، أو داخل السجن، مهما كان شكله أو كانت صفاته.
والاحتلال مستغلاً تفوقه المادي على الأرض، وبعنجهية، يستمر في حربه الباردة الساخنة ضد القطاع باستمراره في الحصار والإغلاق، وكذلك العدوان، يسجن أكثر من مليوني فلسطيني داخل القطاع، في أكبر سجن عرفه العالم، ويضيّق على البقية بالتشريد والحبس والبطش اليومي. ويستمر في العربدة والتوسع بالضفة والتهام أراضي فلسطين، وكان من آخر مشاريعه قبل أيام، افتتاح طريق استيطاني شمال شرقي القدس، وهي خطوة بالغة الخطورة تمهد لضم مستوطنة «معاليه أدوميم» إحدى أكبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة، ضمن مشروع ما يسمى القدس الكبرى. لا شك أن الاحتلال يريد الأمان، وإلا ما أمكنه العيش أو الاستمرار، إلا أن غزة بالنسبة له تبقى تهديدًا ومعضلة في التعامل، ويرى أنه أخطأ بخروجه منها عام 2005، فتنامى الخطر عليه، وزادت قوة المقاومة، وحاول القضاء على مقاومتها في ثلاث حروب متتالية منذ عام 2008، إلا أنه لم يفلح، والآن يضع كل جهده هو ومن معه من المتواطئين لكسرها تحت ضغط الفقر والجوع، في آخر الإحصائيات وصلت نسبة البطالة في القطاع إلى 55%، ونسبة الفقر تجاوزت 80 %. ونجحت المقاومة، خلال الأشهر الماضية، في كسر هذه المعادلة نسبياً، عبر استنزاف المستوطنات المحيطة بالقطاع، وهو ما ساهم بشكل كبير في الوصول لبعض «التحسينات» في الأوضاع المعيشية، إلا أن الاحتلال في المقابل لا يريد رهن الهدوء في المستوطنات بفعل المقاومة، وإنما يريد رهن «التحسينات» بفعل المقاومة والحراك الشعبي، لتصبح التحسينات بذلك أو «مبادرات التهدئة» المكررة هي الجزرة والعصا في آن واحد.