سجلّ اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة بين أطراف النزاع باليمن، خرقاً ثانياً بعد اندلاع اشتباكات بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثي، تخللها غارات جوية على المحافظة الواقعة غربي اليمن.
وقال مصدر في القوات الموالية للحكومة لوكالة "فرانس برس"، اليوم الأحد، إن "29 مسلحاً على الأقل قتلوا، بينهم 22 من المتمردين الحوثيين في الاشتباكات والغارات التي وقعت ليل السبت".
وأكد المصدر نفسه أنه "تم أسر سبعة من المقاتلين المتمردين خلال هجوم في الدريهمي جنوب المحافظة".
وصرح أحد سكان الحديدة للوكالة، أن المواجهات التي اندلعت مساء السبت كانت "عنيفة"، مشيراً إلى استخدام "رشاشات ومدافع ومضاد طيران".
وأضاف: "فجر اليوم تراجعت حدتها وأصبحت متقطعة نسمعها بين الحين والآخر"، وتابع "حتى أصوات الطيران لم تتوقف من الليل حتى الفجر".
في المقابل، تحدثت قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين، اليوم، عن "أكثر من خمسين قذيفة مدفعية وأكثر من سبع غارات خلال الساعات الماضية" في الدريهمي".
وكانت وكالة "رويترز"، قد نقلت عن سكان قولهم إن اشتباكات اندلعت على مشارف الحديدة، يوم الجمعة، وذلك بعد يوم من الاتفاق بين طرفي الحرب على وقف إطلاق النار الموقع في السويد.
وعلى الرغم من ذلك، قال أحد السكان إنه سمع دوي إطلاق صواريخ وأسلحة رشاشة قادماً من اتجاه ضاحية "السابع من يوليو"، في شرقي المدينة.
وقالت قناة "المسيرة": "إن طائرات التحالف شنّت هجومين جويين على مدينة رأس عيسى شمالي الحديدة"، لكن التحالف العربي الذي تقوده السعودية لم يؤكد ذلك.
واتفق طرفا الصراع، بعد مشاورات استمرت أسبوعاً في السويد، على وقف القتال في الحديدة وسحب القوات، بإطار إجراءات لبناء الثقة لتمهيد الطريق للتوصل إلى هدنة أوسع نطاقاً وبدء مفاوضات سياسية.
ومثّل الاتفاق أول انفراجة كبيرة في جهود السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بهدف تمهيد الطريق أمام إجراء مفاوضات سياسية تُنهي الحرب المستعرة منذ نحو أربعة أعوام، التي أودت بحياة عشرات الآلاف وأوصلت اليمن إلى شفا المجاعة.
ويعتبر ميناء الحديدة البوابة الرئيسية للواردات الغذائية لسكان اليمن، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، ويسيطر عليه الحوثيون وعلى العاصمة صنعاء أيضاً.
وتركَّز القتال في الحديدة هذا العام، ما أثار مخاوف عالمية من احتمال أن يؤدي نشوب معركة إلى قطع خطوط الإمداد ومجاعة على نطاق واسع.
وضغطت دول غربية، بعضها يزوّد التحالف بالسلاح ومعلومات المخابرات، على السعودية والإمارات لإنهاء الحرب، بعد غضب دولي بشأن اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية بإسطنبول.