كشفت التسجيلات السرية التي التقطت تفاصيل جريمة قتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، أن العملية لم تكن محاولة فاشلة لإجراءات التسليم، وإنما تنفيذاً لخطة متعمدة للقتل.الكلمات الأخيرة التي نطق بها خاشقجي كانت ” لا أستطيع التنفس.. لا أستطيع التنفس”، أثناء قيام فرقة القتل بقتله في القنصلية السعودية في إسطنبول، وفقا لمصادر مطلعة على التحقيقات تحدثت معها شبكة “سي إن إن”.
ويمكن بسهولة الاستنتاج لدى قراءة النسخة المترجمة من التسجيل الصوتي للمشهد الشنيع لجريمة القتل، خاشقجي وهو يحاول بيأس الدفاع عن حياته أمام القتلة، الذين كانوا “مصممين” على ذبحه، كما يمكن سماع صوت”منشار العظام” أثناء تقطيع جثة خاشقجي في حين كان أحد القتلة ينصح زملاءه بالاستماع للموسيقى لحجب صوت المنشار وتقطيع الجثة.وتضمنت التسجيلات التي سربتها أجهزة استخبارية حوارات تشير إلى ضرورة إجراء مكالمات هاتفية مع” المسؤولين”، واطلاعهم على التقدم في”العملية”، ووفقا لما يعتقده العديد من المسؤولين الاتراك، فإن المكالمات تمت مع بعض كبار الشخصيات في الرياض.
وتأتي أهمية النسخة المترجمة المكتوبة لمحتوى التسجيل بسبب التفاصيل الدقيقة المتكاملة التي تذكرها مما يمنح الفرصة لاستنتاجات أكثر دقة.
وخلصت ” سي إن إن ” إلى أن التسجيلات ستزيد من الضغط على إدارة ترامب، التي تحاول فصل ولي العهد، بن سلمان عن الجريمة، والسعي إلى تأطير الجريمة كخيار ثنائي بين دعم أو قطع العلاقات مع شريك رئيسي في الشرق الأوسط، وكان ترامب على خلاف مع وكالة المخابرات المركزية، التي استنتجت أن بن سلمان قد أمر شخصيا بقتل خاشقجي.وستقوض هذه الاكتشافات والاستنتاجات الدقيقة أحد الدعائم الرئيسية للتفسيرات السعودية الواهية لعملية القتل، وهي الادعاء بان خاشقجي قُتل في عملية مارقة سارت بشكل خاطئ فظيع.
وقد تم إعداد النص الأصلي عن محتوى التسجيلات من قبل أجهزة الاستخبارات التركية، ولم يكشف المسؤولون الأتراك مطلقاً عن كيفية حصولهم على التسجيلات، وكانت الترجمة بالتعاون مع أجهزة استخبارات أخرى.وقال مكتب أحد أعضاء مجلس الشيوخ إن الترجمة تتسق مع الإحاطة الإعلامية التي قدمتها مديرة وكالة المخابرات المركزية، جينا هاسبل، أمام الكونغرس بشأن تحقيقات الوكالة في مقتل خاشقجي.