اتفق المشاركون في ندوة نظمتها مجموعة "شباب قطر ضد التطبيع" على ضرورة تشكيل جماعات ضغط شعبية للوقوف بوجه كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في قطر وباقي الدول الخليجية، معتبرين أن الأزمة الخليجية الراهنة ساهمت بشكل كبير في زيادة سياسة التطبيع مع إسرائيل بشكل غير مسبوق.
وتركزت مداخلات المشاركين في الندوة التي عقدت بمعهد الدوحة للدراسات العليا السبت (10|11)، على ضرورة التركيز على قضية التطبيع وعدم الانجرار وراء محاولات إحلال أعداء آخرين بدلا من العدو الإسرائيلي لتخفيف الضغط الشعبي على الحكومات الخليجية، مشددين على أن التطبيع في السابق كان يلوح به لحلحلة القضية الفلسطينية وتحريك عملية المفاوضات، أما الآن فالتطبيع بات مجانيا لمصلحة حكومات المنطقة فقط.
وخلصت الندوة إلى أن كل محاولات إيجاد العدو البديل عن الاحتلال الإسرائيلي باءت بالفشل بسبب ضمير الأمة العربية الذي ما زال يرفض كل محاولات التطبيع من حكوماته، رغم التسارع الكبير من قبل تلك الحكومات إلى التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي من خلال زيارات رياضية كالتي حصلت في قطر والإمارات والبحرين، أو زيارات سياسية كاستقبال السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.وفي مداخلته بالندوة، عدد الناشط والعضو في مجموعة "شباب قطر ضد التطبيع" هاني الخراز الخطوات التي قام بها المجتمع القطري طيلة العقود الماضية رفضا لمحاولات التطبيع، معتبرا أن المظاهرات التي خرجت في قطر ضد العدوان الثلاثي على مصر في 1956 والمظاهرات التي أعقبت نكسة 1967 للمطالبة بالوقوف في وجه إسرائيل بالإضافة إلى تأسيس لجنة قطر لدعم الانتفاضة الفلسطينية عام 1988 التي كانت تضم شرائح عدة من المجتمع، وأخيرا مجموعة شباب قطر ضد التطبيع تدل جميعها على أن المجتمع القطري رافض لأي محاولة للتطبيع.
واعتبر الخراز أن الأزمة الخليجية الحالية كان لها الدور الكبير في ظهور التطبيع خليجيا، وذلك تحت ذريعة الحصول على دعم إسرائيل والولايات المتحدة في تلك الأزمة، معتقدا أن عدم انجرار الكويت في حملة التطبيع الخليجية يعود إلى وجود مؤسسات نيابية وتشريعية قوية تعبر عن نبض الشارع وتجبر الحكومة على رفض أي تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.أما الأستاذ في القانون الدستوري بجامعة قطر حسن عبد الرحيم السيد فطالب المجتمعات الخليجية بعدم الارتكاز على الحكومات في مقاومة التطبيع باعتبارها واجبا شعبيا على كل عربي، مشددا على أن العمل الجماعي ضد التطبيع هو الذي سيجبر الحكومات على أن ترفض هذا التطبيع إرضاء لشعوبها.
وأضاف السيد في تصريح للموقع الجزيرة نت أن المجالس النيابية في منطقة الخليج لم تقم بدورها في مواجهة حملة التطبيع التي تظهر للعيان حاليا، فلم تظهر أي خطوات غضب في تلك المجالس على زيارة وزيرة الرياضة والثقافة الإسرائيلية للإمارات أو زيارة وفدين رياضيين لقطر والبحرين.
من جانبها أكدت الناشطة القطرية العضو بمجموعة "شباب قطر ضد التطبيع" إسراء المفتاح أن الأزمة الخليجية دفعت العديد من الحكومات في المنطقة إلى الهرولة نحو تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي على الصعد كافة، مشيرة إلى أن ثمة محاولات متزايدة لتصوير وجود خطر أكبر من إسرائيل على المنطقة تروجها بعض الأنظمة ومثقفيها ووسائل إعلامها مع الحديث عن كل شأن فلسطيني.