تعيد كليات وجامعات أميركية النظر في ترتيب علاقاتها مع السعودية، في أعقاب مقتل الصحافي جمال خاشقجي الذي أشعل غضباً عالمياً، علماً أنها تلقت أكثر من 350 مليون دولار من المساعدات والهبات من الحكومة السعودية خلال السنوات العشر الماضية.
وأشارت وكالة "أسوشييتد برس" أن تحليل البيانات الاتحادية بيّن أن ما لا يقل عن 354 مليون دولار تدفقت من الحكومة السعودية ومؤسساتها إلى نحو 37 جامعة وكلية أميركية منذ عام 2011.
في 22 أكتوبر الجاري، أعلن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT أنه سيجري "إعادة تقييم سريعة وشاملة" لشراكاته مع المملكة العربية السعودية، واصفاً اختفاء خاشقجي حينها بأنه "مصدر قلق كبير". وقال ريتشارد ليستر، وهو عميد مشارك، إن أعضاء هيئة التدريس الذين يعملون مع المملكة يمكنهم "اتخاذ قراراتهم الخاصة في ما يتعلق بأفضل سبيل للسير قدماً".
ويتشارك المعهد مع الجامعات السعودية في العديد من المشاريع البحثية ولديه تاريخ طويل في العمل مع شركة أرامكو السعودية. في مارس الماضي، تعهدت شركة النفط بتخصيص 25 مليون دولار للمعهد المذكور للبحث في مجالات تشمل الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، بحسب الوكالة.
كذلك لفتت إلى أن جامعة نورث وسترن في إيفانستون، في ولاية إيلينوي الأميركية، تلقت وحدها 14 مليون دولار من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وهو أكبر مركز أبحاث سعودي، كذلك دفع المركز نفسه 6 ملايين دولار لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس.
ورصدت الوكالة مبلغ 20 مليون دولار دفعته شركة النفط الوطنية السعودية "أرامكو" لعدد من الجامعات الأميركية، منها 9 ملايين دولار لجامعة "تكساس إي أند أم"، و4 ملايين دولار لمعهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا. في حين دفعت الشركة الكيميائية الوطنية "سابك" 8 ملايين دولار بدورها لجامعات في الولايات المتحدة.
وأوضحت أنه على الرغم من أن بعض العقود توقفت قبل العام الماضي، إلا أن التساؤلات حول مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي دفعت بعض الجامعات إلى إعادة النظر في الصفقات الحالية أو المستقبلية مع المملكة.
أما كلية بابسون بالقرب من بوسطن فتلقت 2.5 مليون دولار من خلال عقد مع شركة "سابك" للكيماويات. ونقلت "أسوشييتد برس" عن مسؤولين فيها أنهم "يراقبون الأحداث عن كثب ويجمعون مداخلات تتعلق بالمسارات المحتملة بعد قضية خاشقجي".
وقال باتريك كولينز، المتحدث باسم جامعة "تافتس"، إن مسؤولي الجامعة يتابعون عن كثب "الأخبار المثيرة للقلق الشديد"، لكنهم ما زالوا ملتزمين بالمشاركة العالمية.
وتلقت "تافتس" نحو 42 مليون دولار من الحكومة السعودية، بما في ذلك 2.9 مليون دولار من شركة أرامكو السعودية، بحسب ما أظهرت السجلات.