تجمع متظاهرون أمام السفارة السعودية، في الولايات المتحدة، مطالبين بتحقيق العدالة للصحفي السعودي الراحل، جمال خاشقجي.
وأعلن المنظمون للتجمع، خلال التظاهرة، تأسيس "رابطة أصدقاء خاشقجي حول العالم"، التي تدعو للعدالة من أجل الصحفي وعائلته.
وقال صفي الدين حامد، مدير مركز العلاقات المصرية الأمريكية (CEAR)، أثناء مشاركته، "أريد أن أسأل الناس في هذا المبنى (السفارة)، ورؤسائهم في الرياض، لماذا خطفوا، وعذبوا، وقتلوا، وقطعوا صديقي جمال خاشقجي".
وأثناء التظاهرة، حاول المحتجون توصيل رسالة إلى العاهل السعودي الملك سلمان، إلا أن حراس الأمن اعترضوهم قبل خطوات من وصولهم مدخل السفارة.
كما سار المتظاهرون إلى مكتب السناتور الجمهوري، بوب كوركر، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، لتسليمه باليد رسالة مماثلة.
وفي وقت سابق الخميس، أعلن مئات الصحفيين والحقوقيين من دول عربية وأوروبية، إضافةً إلى تركيا، تأسيس "رابطة أصدقاء جمال خاشقجي، وذلك في مؤتمر صحفي، أمام قنصلية السعودية في إسطنبول.
والسبت الماضي، أصدرت النيابة العامة السعودية بيانها الأول في قضية "خاشقجي"، والذي تضمن إقرارا بمقتل الرجل داخل قنصلية المملكة بإسطنبول، لكنها قالت إن الأمر حدث جراء "شجار وتشابك بالأيدي"، وأعلنت توقيف 18 شخصا كلهم سعوديون للتحقيق معهم على ذمة القضية.
وفيما لم يوضح البيان مكان جثمان "خاشقجي"، نقلت وسائل إعلام غربية عن مصادر سعودية إن الجثمان جرى تسليمه لمتعاون محلي.
غير أن تلك الرواية السعودية الرسمية، الذي جاءت بعد 18 يوما على وقوع الجريمة، قوبلت بتشكيك واسع من دول غربية ومنظمات حقوقية دولية، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، منها إعلان مسؤول بالمملكة، في تصريحات صحفية، أن "فريقا من 15 سعوديا تم إرسالهم للقاء خاشقجي، في 2 أكتوبر ىالجاري، لتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".
وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي مسؤولين بارزين من مناصبهم، بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبد الله القحطاني، وقرر تشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
والخميس (25|10)، أعلنت النيابة العامة السعودية، في بيان جديد، أنها تلقت "معلومات" من الجانب التركي تشير إلى أن المشتبه بهم في جريمة قتل خاشقجي أقدموا على فعلتهم "بنية مسبقة"، لافتة إلى أنها ستواصل تحقيقاتها مع المتهمين في ضوء ما ورد.
والثلاثاء، أكد الرئيس أردوغان، وجود "أدلة قوية" لدى بلاده على أن جريمة خاشقجي، "عملية مدبر لها وليست صدفة"، وأن "إلقاء تهمة قتل خاشقجي على عناصر أمنية، لا يقنعنا نحن، ولا الرأي العام العالمي".