أحدث الأخبار
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد

الطريق إلى الله

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

للحديث عن أهل الصلاح من العباد والزهّاد لذَّة، ففي سيرة أولئك الناس من السلف الصالح نموذج وتاريخ مليء بمشاعل النور الذي يضيء القلوب بعد أن فقدت، بفعل مزالق الدنيا، طريقها إلى الله تعالى، فقست وخمدت أمام العواصف المادية التي تجعل الإنسان يتحرَّك وكأنه محمول برياح الحياة وعواصفها دون هدف..!

إنهم العابدون الزاهدون الذين استظلوا بنور الله ولزموا ظلاله واستطاب لهم الاستمتاع بلذة معرفته ومذاق عبادته، ولم يجدوا حلاوة ولا لذة في هذه الدنيا أفضل من اللذة التي يتحدث عنها أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين يقول: «كنا ندع سبعين باباً من الحلال مخافة أن نقع في باب من الحرام». لذلك كان أحد العارفين إذا مد يده إلى طعام به شبهة، ضرب على رأس إصبعه عرق، فيعلم أنه غير حلال. وكما يقول عبد الله بن المبارك، فإن «دوام المراقبة في السر والعلانية هو الذي يهيج الخوف حتى يسكن في القلب»، والخوف، كما يقول «بشر الحافي»، «ملك لا يسكن إلا في قلب متقي». وإذا سكن مثل هذا الخوف من الله عز وجل في القلب، فإنه يصلح مواضع الشهوات ويطرد رغبة الدنيا.. أي يستصغرها ويمحو آثارها من القلب. وكلما خمدت نيران شهوات الإنسان، أشرق نور التعظيم في قلبه فزاد خشوعه وورعه بل خشعت كل جوارحه لله الواحد الأحد. والخشوع، كما يعرّفه الحسن البصري، هو الخوف الدائم الملازم للقلب، لذلك فقد كان أبو القاسم الجنيد يحدد الشكر بأنه امتناع الإنسان عن الاستعانة بأي من نعم الله التي أنعمها عليه في فعل المعصية.

وكما جاء في «أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير»، فإن المرء إذا أدمن على المعصية يتشرّبها قلبه فتحسن في نظره وتجمل في طبعه فلا يقوى على تركها.

والذكر كما يعرّفه العلماء العارفون على نوعين: ذكر اللسان وذكر القلب. فذكر اللسان يصل به العبد إلى استدامة ذكر القلب، فإذا كان العبد ذاكراً بلسانه وقلبه فهو الكامل في وصفه وفي سلوكه، لذلك يقول الله تعالى في حديثه القدسي: يا ابن آدم لقد خلقت كل شيء من أجلك وخلقتك من أجلي. وقد وضّح ابن مسعود رضي الله عنه هذه الصورة عندما قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً ثم قال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطاً عن يمينه وخطوطاً عن يساره ثم قال: هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليها، ثم قرأ هذه الآية من سورة الأنعام: «وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ» (الأنعام: الآية 153».

وجاء أيضاً في «تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير»، أن الله أرسل رسلا إلى أممهم فأمروهم بالإيمان والتوحيد والعبادة، فكفروا وعصوا فأخذهم الله تعالى بالشدائد، من حروب ومجاعات وأمراض، لعلهم يتضرعون فيرجعون إلى ربهم، ولما لم يفعلوا «وقست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون» من المعاصي ونسو ما ذكرتهم به رسلهم، فتح الله عليهم أبواب كل شيء من الخيرات، حتى إذا فرحوا بذلك وسكنوا إليه واطمأنوا ولم يبقَ بينهم من هو أهل للنجاة، قال تعالى «أخذناهم بغتة»، أي فجأة، بأنواع من العذاب الشديد.