قررت السعودية إرجاء طلب الانضمام إلى المنظمة الدولية للفرنكفونية التي تعقد قمتها الـ17 يومي الخميس والجمعة في إيريفا عاصمة أرمينيا، وأشارت تقارير إعلامية إلى أن مسعى الرياض كان شائكا خاصة في ظل تداعيات اختفاء صحفي سعودي بارز بعد أن دخل مقر قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول بتركيا في الثاني من أكتوبرالجاري.
وتوصلت أرمينيا التي تضطلع برئاسة القمة الحالية، أمس الأربعاء برسالة من سفير السعودية في باريس خالد محمد العنقري يطلب فيها إرجاء النظر في طلب بلاده للانضمام لتلك المنظمة.
وكانت السعودية قدمت طلبا للانضمام للمنظمة بصفة عضو مراقب عام 2016 خلال قمتها الـ16 التي انعقدت في مدغشقر.لكن الطلب السعودي لم يحظ بالقبول آنذاك بحجة أنه "غير مكتمل" وتم تأجيل النظر فيه. وفي أعقاب ذلك أرسلت المنظمة بعثة مراقبة إلى السعودية التي أنجزت تقريرا ورفعته لقادة الدول الأعضاء في المنظمة.
وأشارت تقارير إعلامية في الصحافة الفرنسية إلى أن مسعى الرياض للانضمام إلى المنظمة الدولية للفرنكفونية يزعج أطرافا كثيرة بالمنظمة، لأن "السعودية تبدو على تناقض مع قيم المنظمة الدولية للفرنكفونية بشأن حقوق الإنسان وحقوق المرأة والديمقراطية"، كما كتبت مجلة جون أفريك التي تصدر في فرنسا.
ومما زاد من تعقيد الترشيح السعودي علاقتها المتوترة حاليا مع كندا العضو الوازن في تلك المنظمة الدولية باعتبارها ثاني ممول لها بعد فرنسا، كما أن المديرة الحالية للمنظمة تحمل الجنسية الكندية. وتشهد السعودية وكندا توترا حادا بعد أن قررت الرياض طرد سفير كندا لديها وقطع العلاقات الاقتصادية معها، على خلفية مطالبة وزيرة الخارجية الكندية السلطات السعودية بالإفراج عن ناشطين حقوقيين.
كما أن تداعيات اختفاء الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي بعد أن دخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول لإتمام بعض الإجراءات الإدارية، ألقت بظلالها على مسعى الرياض للانضمام لتلك المنظمة الدولية والاستفادة منها كمنصة للتأثير على الساحة العالمية.