وجّه سياسيون وحقوقيون تونسيون انتقادات لاذعة للسلطات بعد موافقتها على إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع السعودية، بالتزامن مع اختفاء الإعلامي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية.
وكانت وزارة الدفاع التونسية أعلنت الإثنين انطلاق «تنفيذ تمرين مشترك في القاعدة العسكرية في سيدي أحمد من ولاية بنزرت (شمال البلاد) بين جيشي الطيران التونسي والسعودي، سيتواصل إلى غاية 12 أكتوبر الجاري، في إطار تفعيل التعاون العسكري التونسي السعودي»، مشيرة إلى أن التدريبات تهدف إلى «الرفع من الجاهزية القتالية للطيارين، بالإضافة إلى تبادل الخبرات في مجال الإمداد والإسناد الفني».
دوّن النائب عماد الدائمي على صفحته في موقع «فيسبوك»: «كعضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان التونسي، أطلب من الدولة التونسية إيقاف المناورات العسكرية المشتركة على ترابنا الوطني مع جيش نظام مجرم يقتل مواطنيه داخل حدود بلاده وخارجها ويرتكب جرائم ضد الإنسانية في اليمن الشقيق».
وأضاف طارق الكحلاوي القيادي السابق في حزب «حراك تونس الإرادة»: «مصادر إعلامية متواترة: السلطات التركية تعلن أن خاشقجي قتل في قنصلية السعودية في إسطنبول. محمد بن سلمان رئيس عصابة ومجرم حقيقي. قواته الجوية بصدد التدرب على القتل في أجوائنا الآن!».
وكتب المحامي سيف الدين مخلوف «إذا تأكّد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، فعلى الدولة التونسية أن تأمر بالإيقاف الفوري للمناورات المشتركة مع الجيش السعودي. فنحن شعب حر، والشعوب الحرة تشمئز من الأنظمة المجرمة التي تقتل مواطنيها».
وأضاف الداعية بشير بن حسن «الجيش السعودي الملطّخ بدماء أشقائنا اليمنيين والمتورط في جرائم حرب، ماذا يصنع في تونس الأبية؟ جرائم نظام سلمان وابنه تعبر القارات ولا مكان لهم في بلادنا».
من جانب آخر، تداول نشطاء فيديو لـ»خطبة» ألقاها عسكري سعودي في القاعدة العسكرية في بنزرت، وهو ما أثار موجة استنكار جديدة في تونس.
ونشر ناشط سعودي يُدعى محمد العتيبي فيديو قال إنه لخطبة جمعة ألقاها «المقدم الدكتور سهل العطري قائد جناح الشؤون الدينية في قاعدة الملك فهد الجوية في الطائف». وأضاف «أول مرة يُرفع الأذان وتقام خطبة الجمعة في قاعدة سيدي أحمد في تونس منذ عهد الاحتلال الفرنسي».
وعلّق ناشط تونسي يدعى اسماعيل السكرافي بقوله «قائد ماذا أيها الأبله؟ هذا مرتزق بني سعود قاتل أطفال اليمن لا تجوز إمامته ولا الصلاة خلفه». وأضافت إحدى الناشطات «محمد العتيبي السعودي يقول إنه أول مرة يرفع الأذان في ثكنة عسكرية. على حد علمي لسنا دولة كافرة وجيشنا التونسي يصلي في مساجد داخل الثكنات وحتى أمننا له مساجد يصلي فيها. أنتم جئتم للتدريب عندنا ولم تأتوا فاتحين، فنحن بلد مسلم».
وكانت وزارة الدفاع التونسية فنّدت ما ذكره أحد السياسيين حول وجود 52 مسجدا داخل الثكنات العسكرية، مشيرة إلى وجود أماكن مخصصة للصلاة «تفتح في مواقيتها ولا تؤثر على أداء العسكريين وعملهم والتزامهم بمبادئ المؤسسة العسكرية».