أكد مستشار الرئيس التركي للشؤون الخارجية، ياسين أقطاي، أن ما حدث مع الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، من اختفاء بعد زيارة القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية، يُعد انتهاكاً للقوانين الدولية، مبيناً مواصلة بلاده لمعرفة مصيره.
واختفى الكاتب والإعلامي السعودي، خاشقجي، بعد مراجعته للقنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية ظهر يوم الثلاثاء (2|10) الجاري.
وقال المستشار التركي أقطاي في حديثه لموقع "الخليج أونلاين": "نحن نتواصل مع السلطات السعودية ليخرجوه (خاشقجي) من القنصلية، لأن هذا لا يجوز أن يحدث. هذا الشخص تحت أمان تركيا"، على حد تعبيره.
وأضاف أقطاي، مستغرباً مما حدث، "لا يمكن أن يتم اعتقال خاشقجي إلا إذا كان مطلوباً من تركيا عن طريق الإنتربول"، مؤكداً أن "العلاقات بين تركيا والسعودية جيدة ولا يوجد شيء سيء بينهما".
وشدد المسؤول التركي على أن اختفاء خاشقجي يعد "انتهاكاً للحقوق الدولية"، خصوصاً أنه على الأراضي التركية، وقال "لو كان مطلوباً فإنه يجب أن يتم إبلاغ تركيا بذلك من قبل".
وتابع أقطاي: إن الإعلامي السعودي جمال خاشقجي جاء إلى تركيا منذ 35 يوماً كسائح، وهذه المعاملة التي يتعرض لها من قبل القنصلية السعودية "غير مقبولة وغير مسموحة".
ولفت المسؤول التركي النظر إلى أن السلطات في أنقرة بانتظار توضيح من السلطات السعودية حول مصير جمال خاشقجي، وقال "لا يوجد توضيح من السعودية حول القضية.. حاولنا أن نتصل معهم وفشلنا".
وشدد على أن "القضية بين تركيا والسعودية الآن ولا بد أن نفهم الأمر، هل هو في القنصلية حقاً ولماذا يحدث ذلك؟".
وكان خاشقجي راجع قبل أسبوع القنصلية السعودية في إسطنبول لإجراء معاملات عائلية فيها، ولكن موظفي القنصلية طلبوا منه العودة بعد أيام لإتمام الإجراءات المتعلقة بمعاملاته لأسباب بيروقراطية، وهو ما حصل بالفعل قبل "اختفائه".
وقالت مصادر مقربة من خاشقجي لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إنه يوم اختفاءه "ذهب صباحاً غير أن القنصلية السعودية طلبت منه العودة في الساعة الواحدة والنصف، وعندما عاد للحصول على الوثيقة، دخل ولم يخرج".
كما أبلغ الإعلامي التركي توران كشلاكجي إلى أن خاشقجي كان قلقاً من احتمال تعرضه للاحتجاز في حال زيارته للقنصلية السعودية، وكان طلب خاشقجي من خطيبته التركية الاتصال مع كشلاكجي في حال لم يخرج من القنصلية، وهو ما تم بالفعل.
وغادر خاشقجي المملكة إلى الولايات المتحدة بعد حملة اعتقالات لناشطين وكتاب ورجال أعمال، زادت حدتها بعد تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد، ويكتب حالياً في في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وعمل خاشقجي سابقاً رئيساً لتحرير صحيفة الوطن السعودية اليومية، وأصبح مستشاراً للأمير تركي الفيصل السفير السابق في واشنطن.