قتل 84 عنصرا من القوات الموالية للحكومة اليمنية والحوثيين في الساعات الـ24 الماضية، في معارك عنيفة في محيط مدينة الحديدة غداة فشل محادثات السلام في جنيف.
وقالت مصادر طبية في مستشفيات في محافظة الحديدة غربي اليمن الأحد لوكالة "فرانس برس" إن 11 مقاتلا حكوميا قتلوا وأصيب 17 بجروح في هذه المعارك، بينما لقي 73 حوثيا مصرعهم وأصيب عشرات آخرون بجروح.
وكان من المفترض أن ترعى الأمم المتحدة في جنيف بدءا من الخميس الماضي أول مشاورات سياسية بين الحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين، منذ 2016.
لكن المفاوضات غير المباشرة انتهت السبت حتى قبل أن تبدأ بعدما رفض الحوثيون في اللحظة الأخيرة التوجه إلى جنيف من دون الحصول على ضمانات بالعودة سريعا إلى صنعاء الخاضعة لسيطرتهم منذ سبتمبر 2014.
وبعيد فشل المحادثات، دعا زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أنصاره إلى "التصدي للعدوان" و"التطوع في الجبهات".
وتزامنت دعوته مع اشتداد المعارك قرب مدينة الحديدة الاستراتيجية التي تضم ميناء رئيسيا تدخل منه غالبية المواد الغذائية والتجارية الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الفقير.
وكانت القوات الحكومية قد أطلقت في يونيو الماضي حملة عسكرية على الساحل الغربي بهدف السيطرة على ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة المتمردين والذي يعتبره التحالف الذي تقوده السعودية ممرا لتهريب الأسلحة.
وأعلنت الإمارات، الشريك الرئيسي في قيادة التحالف والتي تقود العمليات في غرب اليمن، تعليق الحملة بعدما وصلت القوات الحكومية إلى مشارف المدينة، لإفساح في المجال أمام محادثات السلام، وطالبت الحوثيين بالانسحاب من المدينة ومن مينائها.
ورغم المعارك الجديدة في محيط مدينة الحديدة، ذكر مسؤولون عسكريون في القوات الحكومية ان هذه المعارك لا تعني استئناف الحملة، وإنما هدفها السيطرة على طريق رئيسي شرق المدينة يصل وسطها بمدينة صنعاء ومدن اخرى ويطلق عليه اسم طريق الكيلو 16.
واكدت المصادر ان القوات الحكومية نجحت في الساعات الماضية بالسيطرة "ناريا" على هذا الطريق، تحت غطاء من طائرات التحالف العسكري.