قال لوك كوفي، مدير مركز أليسون لدراسات السياسة الخارجية الأمريكية، إن سلطنة عُمان تتمتع بسياسة مستقلة أثبتت قدرتها على الوقوف بوجه العديد من العواصف التي ضربت المنطقة منذ عقود، وأنها تتمتع بعلاقات قديمة وواسعة مع أمريكا؛ ومن ثم فإنها تستحق الدعم.
واستعرض كوفي، في مقال له بمجلة "ناشينال إنترست" الأمريكية، جانباً من تاريخ العلاقة بين عُمان والولايات المتحدة، مؤكداً أنها "علاقة قديمة"، حيث يعود أول اتصال بينهما إلى عام 1790، قبل أن تصبح العلاقة رسمية في 1833، بعد أن وقَّعت الدولتان معاهدة الصداقة والتجارة.
وفي عام 1840، أرسلت عُمان أول دبلوماسي عربي ليكون سفيراً معتمداً لدى الولايات المتحدة. ومنذ عام 1980، أصبحت السلطنة ذات أهمية إقليمية بالنسبة لأمريكا؛ لكونها أول دولة خليجية ترحب بقاعدة عسكرية أمريكية.
واليوم، يقول الكاتب، إن العلاقات بين الولايات المتحدة وعُمان واسعة، حيث يشترك البلدان في اتفاقيات للتجارة الحرة الثنائية، وأيضاً بوجود علاقات عسكرية وثيقة.
ويتابع لوك كوفي أنه "في الوقت الذي سيكون مهماً للولايات المتحدة أن تعمل جنباً إلى جنب مع المنظمات المتعددة الأطراف مثل مجلس التعاون الخليجي، فإنه ينبغي أيضاً الحفاظ على العلاقات الثنائية مع دول فردية في الشرق الأوسط، حيث تعتبر عُمان مثالاً بارزاً، فمسقط تحمل خمس سمات مهمة".
أولى هذه السمات التي يعددها الكاتب، هي أن "عُمان كانت محوراً مهماً بالنسبة للولايات المتحدة، خاصة أنها ظلت بعيدة عن التجاذبات الطائفية في المنطقة، ما سهَّل عليها القيام بدور خلف الكواليس وتسهيل العديد من الصفقات الدبلوماسية".
الأمر الآخر، يضيف الكاتب، هو أن "العلاقة التاريخية التي تربط عُمان بالمملكة المتحدة، أقرب حلفاء أمريكا في العالم؛ ومن ثم فإن هذا التعاون الثلاثي، عُمان وأمريكا وبريطانيا، سيجلب العديد من المنافع الاستراتيجية لواشنطن".
ثالثاً، يقول كوفي لوك: إن "عُمان تتمتع بموقع جغرافي ولها أهمية تاريخية كبيرة، فهي تتمتع بعلاقات فريدة مع إيران، وفي ظل ظروف معيَّنة فإن ذلك قد يكون مفيداً، فإيران والسلطنة دولتان تقعان على جانبي مضيق هرمز، وتحتفظ مسقط بعلاقة ودية، ولكنها براغماتية، مع طهران".
رابعاً، لعُمان وجهة نظر بديلة وهامة داخل منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، ويجب على الولايات المتحدة أن تنظر إلى ذلك الأمر على أنه مصدر قوة، وليس مصدر ضعف، وعُمان حذرة جداً وتُوازن باستمرار في علاقاتها مع جميع دول المنطقة، فهي ليست من تلك الدول التي تتخذ خطاً واحداً؛ إما أسود وإما أبيض، وهذا النهج المميز لها جعلها صوتاً مهمّاً يجب سماعه بالخليج العربي.
أخيراً، يرى الكاتب، أن عُمان تمثل "صوت الاعتدال الإسلامي ومنع التطرف"، فلم يسبق أن انضم مواطن عُماني إلى أحد التشكيلات "الجهادية المتطرفة"، على حد قوله.
ويختم الكاتب مقاله بتأكيد أهمية أن تعمل الولايات المتحدة على مساعدة عُمان في تأمين حدودها، فهي كانت على مدار قرون صديقة لواشنطن، والعلاقة الجيدة معها لن تفيد أمريكا فحسب، وإنما أيضاً كل الشركاء بالمنطقة.
ويُذكر أن يوسف بن علوي، وزير الدولة للشؤون الخارجية في سلطنة عُمان، كان قد وصل قبل أيام إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، والتقى نظيره وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وعقدا جولة مباحثات تتعلق بالعلاقات بين البلدين والأوضاع الإقليمية، بحسب "الخليج أونلاين".