كشف مسؤولٌ عراقي رفيع في بغداد، أن أكثر من 41 ألف عراقي سيغادرون الأراضي العراقية بعد أيام لأداء فريضة الحج هذا العام، وذلك بزيادة تبلغ نحو ثلاثة آلاف مقعد عن الحصة المقررة للعراق.
وحسب ما كشفه المسؤول، لـجريدة "العربي الجديد"، فإن السلطات السعودية منحت المقاعد الإضافية لأحزاب وجهات سياسية مختلفة في البلاد، وكذلك لفصائل مسلحة ضمن "الحشد الشعبي"، مثل "عصائب أهل الحق" (الجناح السياسي لمليشيا "العصائب الموالية" لإيران والتي تقاتل في العراق وسورية إلى جانب نظام الأسد)، إضافة إلى "منظمة بدر" (الجناح السياسي لمليشيا بدر بزعامة هادي العامري)، ولحزب "الدعوة" بزعامة نوري المالكي، إضافة إلى أحزاب سنية مثل "الحزب الإسلامي العراقي"، وكردية مثل "الحزب الديمقراطي الكردستاني".
وأكد مسؤول رفيع في هيئة الحج والعمرة العراقية، اليوم، لـ"العربي الجديد"، أن " السعوديين منحوا أكثر من ثلاثة آلاف مقعد حج خارج الحصة الرسمية للعراق، لجهات سياسية عراقية مختلفة، من بينها فصائل مسلحة".
وبحسب المسؤول، فإن "حركة العصائب" بزعامة قيس الخزعلي، وهي الجناح السياسي لمليشيا "العصائب" المرتبطة بمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، حصلت على أكثر من 200 مقعد وحدها، و"تم تدوين أسماء قيادات المليشيا ضمن بعثة الحج هذا العام، إضافة إلى ذوي قتلى العصائب في سورية والعراق".
وأكد المصدر أن فصائل أخرى، مثل "مليشيا بدر" و"كتائب الإمام علي" و"حزب الله"، حصلت على مقاعد أيضاً، كما حصل "حزب الدعوة" و"حزب الفضيلة" و"العتبة الحسينية المقدسة" ومكتب المرجع علي السيستاني، ومكتب مقتدى الصدر، على أعداد أكبر، وحصل إياد علاوي ونوري المالكي وأسامة النجيفي والرئيس العراقي المنتهية ولايته فؤاد معصوم، على 50 مقعداً لكل واحد منهم. لافتاً إلى أن "حزب البارزاني (الحزب الديمقراطي) الكردي، حصل أيضاً على حصة من مقاعد المجاملة".
أكثر من 41 ألف عراقي سيغادرون الأراضي العراقية بعد أيام لأداء فريضة الحج هذا العام، وذلك بزيادة تبلغ نحو ثلاثة آلاف مقعد عن الحصة المقررة للعراق"
وكانت هيئة الحج العراقية أعلنت، في وقت سابق من شهر يونير الماضي، عن رفع الرياض حصة العراق من مقاعد الحج من 33 ألف مقعد إلى 38 ألف مقعد، مؤكدة في بيان، أن ذلك جاء تماشياً مع عدد سكان العراق.
ويتبع العراق نظام القرعة بين مواطنيه الذين يتقدمون بطلبات لأداء فريضة الحج، إلا أن هذا الملف، كغيره من الملفات الحكومية العراقية، يشوبه الفساد، حيث يشكو عراقيون من عمليات تلاعب بالقرعة من قبل الموظفين لقاء مبالغ مالية أو محسوبية لصالح أحزاب وجهات سياسية مختلفة.