كشفت وكالة "رويترز" نقلا عن 3 مصادر مطلعة أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وجه، قبل يوم من إعلانه الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، طلبا للسعودية بدعم استقرار أسعار النفط.
وأوضحت الوكالة، في تقرير نشرته مساء الخميس، أن مسؤولا رفيعا لم يذكر اسمه من إدارة ترامب اتصل بولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قبل يوم من إعلان الرئيس الأمريكي قراره حول مستقبل الاتفاق النووي، أي في 7 مايو، للتأكد من أن الرياض ستدعم واشنطن في حال تأثير انسحاب أمريكا من الصفقة على وضع أسعار النفط، علما بأن المملكة تعتبر أكبر دولة مصدرة للنفط عالميا وتعد زعيمة لمنظمة "أوبك".
وكانت السلطات في واشنطن، حسب المصادر الـ3 من "أوبك"، قلقة من أن العقوبات ضد إيران ستحد من حجم صادراتها للنفط، ما سيتسبب في قفزة في أسعار النفط.
في غضون ذلك رفض مسؤول سعودي كبير، خلال اتصال مع "رويترز"، تأكيد المكالمة بين البيت الأبيض وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلا أنه قال: "كنا على علم بالقرار حول خطة العمل المشتركة الشاملة (الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني) قبل يوم من الإعلان عنه، ونجري دائما محادثات مع الولايات المتحدة بشأن استقرار أسواق النفط".
وبعد يوم فقط من إعلان الولايات المتحدة عن إعادة فرض عقوباتها الاقتصادية على إيران، أكدت السعودية، التي رحبت بشدة بموقف ترامب من الاتفاق النووي، أنها ستعمل مع المستهلكين والمنتجين لسد النقص في إمدادات النفط الناجم عن هذا القرار.
وفي الوقت الذي حققت فيه أسعار النفط أكبر معدل لها منذ عام 2014 ووصلت إلى 76 دولارا لبرميل النفط، وبلغت لاحقا 80 دولارا، قال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، يوم 9 مايو: "إثر انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران نؤكد على التزام المملكة بدعم استقرار الأسواق البترولية لما فيه مصلحة المنتجين والمستهلكين، وسنعمل مع كبار المنتجين داخل أوبك وخارجها، ومع كبار المستهلكين للحد من آثار أي نقص في الإمدادات".
وتعليقا على هذا التطور، قال أحد المصادر إن "بعض دول منطقة الخليج شعرت بالانزعاج من عدم عقد مشاورات مسبقة معها" قبل تصريح الفالح، وأضاف أنها اعتبرت أن إدارة ترامب تضغط على السعودية.
وأكد مصدر ثان أن مسؤولين معنيين من دول أعضاء أخرى في المنظمة أعربوا عن قلقهم من عدم عقد مباحثات مناسبة، فيما أشار مصدر ثالث إلى أن رفع حجم استخراج النفط فقط بسبب طلب من الولايات المتحدة يتناقض مع ميثاق "أوبك".