أحدث الأخبار
  • 12:32 . مسؤول إسرائيلي رفيع يزور الإمارات... المزيد
  • 12:24 . دراسة: أبوظبي الأولى على مستوى العرب المطبعين مع الاحتلال... المزيد
  • 10:29 . "الصحفيين الإماراتية": 75% من الأعضاء لم يدفعوا رسوم تجديد اشتراكاتهم... المزيد
  • 10:27 . الشرطة الألمانية تعتقل 111 شخصا مؤقتا خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين... المزيد
  • 09:02 . خمسة تريليونات دولار التحويلات المالية في الدولة خلال عام... المزيد
  • 07:57 . البابا فرنسيس يقترح إجراء دراسة دولية حول جرائم الإبادة في غزة... المزيد
  • 07:28 . تركيا تتسبب بمنع الرئيس الإسرائيلي من حضور قمة المناخ... المزيد
  • 06:48 . وصول أربع قوافل مساعدات إماراتية إلى قطاع غزة... المزيد
  • 06:32 . مقتل مسؤول العلاقات الإعلامية بـ”حزب الله” في غارة إسرائيلية على بيروت... المزيد
  • 11:31 . إيران تنفي لقاء سفيرها لدى الأمم المتحدة مع إيلون ماسك... المزيد
  • 11:10 . ماكرون يزور السعودية مطلع ديسمبر المقبل... المزيد
  • 10:52 . التحويلات المالية في الإمارات تبلغ 18.6 تريليون درهم خلال عام... المزيد
  • 10:49 . ولي عهد أبوظبي يزور البرازيل للمشاركة في قمة الـ20... المزيد
  • 10:29 . دراسة: تلوث الهواء يرفع معدلات الإصابة بسرطان الرأس والعنق... المزيد
  • 10:24 . الحوثيون يعلنون مهاجمة "هدف حيوي" بميناء إيلات على البحر الأحمر... المزيد
  • 08:30 . جيش الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة الغربية ويشتبك مع مقاومين... المزيد

مفكر تونسي: القيادة السعودية متهورة وحذرت أردوغان من "النظام الرئاسي"

متابعات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 03-06-2018

أكد الداعية والمفكر والبرلماني التونسي الشيخ عبد الفتاح أن أعداء التجربة الإسلامية وهم أقوياء ولا يستهان بهم في العالم والمنطقة يمكنهم استغلال الأخطاء والثغرات والهفوات لإعادة إنتاج مشهد مضاد للتجارة التركية ولمصالح تركيا الوطنية ولدورها في الإقليم. جاء ذلك في سياق مقابلة أجرتها معه صحيفة "القدس العربي".

وفي ما يلي نص الحوار:
○ ما هي ملاحظاتك بشكل محدد على التجربة التركية؟
• بصراحة لا أجد سببا سياسيا يبرر محاولة الاندفاع مجددا للتحول إلى النظام الرئاسي، لأن التجربة الديمقراطية في تركيا أصلا مستقرة واستفاد منها الإسلاميون وحكموا عبرها، إضافة إلى ان تركيا ترتكب خطأ كبيرا وهي تعاند وتعارض وتضايق دولا مهمة في أوروبا مثل ألمانيا مثلا بدلا من ان تكسب مثل هذه الدول لصالحها وتخفف التوتر معها.
○ هل حظيت بفرصة للتحدث مع الرئيس رجب طيب أردوغان في هذا الخصوص؟
• أنا لا أتحدث بلغة مزدوجة، فقد قابلت الرئيس أردوغان قبل نحو ثمانية أشهر وقلت له من باب الحرص والمحبة والأخوة له ولبلده رأيي وتقديري وتحليلي وقدمت له نصيحة وتقبلها بصدر مفتوح وناقشته وعرفته رأيي.
○ هل تضعنا في صورة النقاش الذي حصل بينك وبين أردوغان؟
• قلت له ان انغيلا ميركل قد تكون الصديقة الأساسية والوحيدة الأهم لتركيا، وانه يجب ان يكسبها دوما وان عليه ان يبقي العلاقات مع ألمانيا دون توتر أو تأزيم وينسج صداقات وتحالفات مع الدول الأوروبية حتى يتجنب شر المكائد الأمريكية والإسرائيلية.
ونقلت له رأيي وتحليلي وتقديري بعد حاجته للتحول إلى النظام الرئاسي الجمهوري وأبلغته بالسبب لهذا التحفظ.
○ وما هو السبب؟
• في رأيي ان أردوغان يمكن ان يقع في مصيدة ومكيدة وليس سهلا ان يطمئن لتحالفاته مع الجنرالات والعسكر وعلى أساس ان التعديلات الدستورية التي سيجريها قد تستخدم ضده لاحقا وقد تأتي بشخص بصلاحيات رئاسية عملاقة يمثل مصالح الغرب والأمريكيين وفي هذه الحالة يكون أردوغان قد وضع الأساس بيديه للمكيدة التي يمكن ان يتعرض لها لأن التحول إلى نظام بصلاحيات مطلقة لرئيس الجمهورية يعني احتمال أن يأتي شخص آخر ويضعه أعداء تركيا والإسلام في الموقع الذي جهزه أردوغان لنفسه. ذلك اتجاه ينبغي ان يحسب بدقة وعناية.
○ وبماذا أجابك وناقشك أردوغان؟
• قلت ما لدي من جهتي مخلصا وبنقاء وتركت الأمر له لكن فيما يتعلق الأمر بنصيحتي الخاصة بالصداقة مع ألمانيا أشار إلى ان المانيا تدعم الإرهابيين الأكراد ضد تركيا ولم يناقشني كثيرا في فكرتي حول المكيدة والمصيدة.

التجربة السعودية

يبدو الشيخ مورو شغوفا بمراقبة تفاعل التجربة السعودية ولا يمنع حرصه على دولة إسلامية وعربية كبيرة مثل السعودية من الإعراب عن القلق من التهور فالسعودية مستهدفة وعندما أبلغته «القدس العربي» «ان الأمير الشاب محمد بن سلمان يتحدث عن تحول السعودية إلى دولة إقليمية نافذة وعملاقة التأثير والنفوذ قال: أرحب طبعا بمثل هذا التحول لكن أخشى ان نشاهد في النهاية فيلما روسيا بتوقيع غورباتشوف.
○ وما هو فيلم غورباتشوف؟
• غورباتشوف كان يعتقد انه يعزز قوة وحضور الاتحاد السوفييتي وعندما انتهج البيريسترويكا كانت النتيجة تفكك الاتحاد السوفييتي وتحوله من السياق الامبراطوري إلى ما نشاهده اليوم وبالتالي أخشى من الأشقاء في السعودية ان يلتقوا بمثل هذا المصير، لأن طموح غورباتشوف انتهى بتقسيم نفوذ دولة عظمى يعرفها العالم ولأن عمليته في التغيير وإعادة البناء لم تنته بما أمل به لأن الدول لا تساس بحسن النوايا والرغبة المباغتة فقط في التغيير تحت مسمى الإصلاح.
○ هل تعتقد ان السعودية مهددة ولماذا؟
• نعم لأنها مستهدفة أصلا ولأن معطيات الواقع في ميزان القوى الدولي اليوم ضد مصلحة أي دولة إسلامية مهمة ولأن ما يسمى بالعهد الجديد في السعودية يتحرك بقدر من التهور ولا يقرأ خريطة الواقع الموضوعي بصورة إيجابية، ولأن الاصطدام بالقوى الأساسية والتاريخية داخل السعودية لا يمكنه ان يعبر عن استراتيجية تحول مدروسة وعميقة. ففي حالة الأشقاء في السعودية ثمة قوانين غير مكتوبة ومستقرة منذ عشرات السنين وليس من السهل علي كمراقب ان أصفق لأي حالة تزعم الإصلاح والتحول والتغيير وتبديل قواعد لعبة بأكملها بجرة قلم، وانا أخشى على السعودية بنفس قدر خشيتي على تركيا.
○ على أي أساس تقدر ان السعودية لا تقرأ الواقع الإقليمي جيدا؟
• على أساس في منتهى البساطة والوضوح. الحرب الأساسية المقبلة والتي يتم التجهيز لها بين الولايات المتحدة والصين وهي حرب اقتصادية وتجارية وسياسية شرسة جدا ومن لا يقرأ بوصلته على أساسها يخرج اليوم من المسرح واللعبة خالي الوفاض، ولكي أتحدث بصراحة أقول: لا أرى دليلا على ان الأشقاء في الإدارة السعودية يجيدون قراءة هذا المعطى تحديدا بالعمق المطلوب.

الصين لاعب مهم

○ نريد توضيحات أكثر لو سمحت؟
• تحليلي الشخصي ان الصراع المقبل بين الولايات المتحدة والصين يحتاج لأن تكون إيران تحديدا في الجيب الأمريكي ومن المرجح ان الشقيق السعودي لا ينتبه لمثل هذا الأمر. فلا يمكن لأمريكا ان تحارب الصين في المنطقة أو ان تحد من نفوذها بدون إيران. وأتوقع ان يجد الأمريكيون صيغة لعقد صفقة عملاقة مع الإيرانيين في النهاية حيث لا يوجد ما يمنع ذلك بالرغم من الضجيج السعودي الذي يملأ ساحات الإعلام وعند وقوع مثل تلك اللحظة في البعد الاستراتيجي ستدفع السعودية الثمن قبل وأكثر من غيرها وهو أمر ينبغي التحوط له.
.. يصر الشيخ مورو هنا على قراءة فارقة للمشهد السعودي حيث ان المملكة العربية السعودية معرضة لخطر التقسيم وقد تخرج من اللعبة والمسرح أصلا والحرب السعودية على اليمن استنزافية ولا يمكن الحسم أو الانتصار فيها للسعودية حيث يقول التاريخ ان اليمن مستنقع والغريب ان الأخوة في الحكم السعودي يعرفون ذلك جيدا. فقد جمع الملك الراحل فيصل أفراد العائلة المالكة قبل وفاته وأوصى أولاده بالعبارة التالية «أرجوكم لا تدخلوا اليمن مهما حصل».
قراءة الشيخ مورو تتحدث عن احتمالية قوية لتقسيم السعودية في ظل الحرب التنافسية الشرسة في العالم بين الولايات المتحدة والصين وروسيا حيث يمكن لإيران ان تحظى بالمنطقة الشرقية وفيها النفط وحيث تتحول السعودية إلى إمارات محتقنه وغارقة تصفي الحسابات ما بينها وحيث تخرج دول الخليج الصغيرة الحالية من الملعب، فإذا كانت تركيا بقدرها وقدرتها ومساحتها وشعبها وتجربتها قابلة للخطر فما هو مصير المملكة العربية السعودية؟
○ نكرر السؤال معكم ماذا تتوقعون؟
• إذا لم يستدرك الأخوة لن تعود السعودية تلك التي نعرفها، فدول الخليج عموما لا قيمة لها اليوم والصدام قادم بين الكبار ولعلي أنصح كل الزعماء العرب وأقول أن الرئيس ترامب لا يفكر فينا أصلا ولا يستطيع الرهان على زعماء شعوبهم ليست معهم ولا حتى إسرائيل.

أيضا…اللاعب الإسرائيلي

○ لماذا حشرت إسرائيل هنا؟
• بعض الزعماء الشباب من أولادنا لا يفهمون ذلك. إسرائيل أشرس وأعمق من ان تضع بيضاتها في سلة زعماء متهورين شعوبهم ليست معهم، ذلك يضر بمصالحها ومن يحدثني اليوم على سبيل المثال عن برنامج لتحويل السعودية إلى دولة كبرى ونافذة أحيله فعلا إلى تجربة غورباتشوف التي فرط بعدها الاتحاد السوفييتي والاحتمالات قوية لأن تنجح الولايات المتحدة في اصطياد إيران معها ضد الصين. هنا تحديدا ستخرج الأنظمة الهشة والضعيفة من المعادلة.
○ هل يعني ذلك ان إسرائيل تعتبر قوية؟
• لا أبدا، إسرائيل دولة ضعيفة تعتمد على الآخرين وتحتاج لغيرها للصمود والبقاء والاستمرار، ومن الصعب علي ان أتوقع حجم السذاجة والبساطة في قراءة الضربة العسكرية الثلاثية الشهيرة لسوريا على المستوى الرسمي العربي.
○ كيف ترى من جهتك هذه الضربة؟
• هي تمهيد للأقوى المقبلة، ما يجري في سوريا عبارة عن تسخين عسكري فقط، والمواجهة الشاملة آتية بالتأكيد وكل الدول مهددة بالانقسام أولها سوريا والسعودية وتركيا وحتى إيران. تذكروا دائما العنصر الذي لا نقرأه جيدا وهو الصين والمواجهة العميقة معها.

في الملف التونسي

في الملف المتعلق بتمايز حركة النهضة أو فوارق عملها قياسا ببقية الحركات الإسلامية، يبدو الشيخ مورو جريئا في بعض التشخيصات، فهو يعتقد مثلا ان علماء السعودية تحديدا غارقون في العسل ونائمون ولا يصلحون لشيء وقد قدم لهم النصائح عدة مرات وتجنبوها، أما علماء الشريعة عموما فمنصرفون لشأنهم ولا يمكن الاستثمار فيهم في معركة التخلف ومواجهة التطرف والإرهاب.
يختلف الشيخ مورو مع الذين يقول انهم يكتفون في الجلوس في انتظار الإمام الذي سيقود هذه الأمة ويفجر طاقاتها ويقول قعود أمة كاملة بانتظار شخص واحد لتغيير أحوالها مجرد كلام فارغ.
في رأي الشيخ تورط الإخوان المسلمين في شيء مماثل، فهم جالسون عند الإمام حسن البنا ونصوصه وأدبياته التي توقف نموها عند عام 1928 ومع الاحترام لحسن النوايا والطوايا يعتبر الشيخ مورو ذلك تقصيرا وقعودا وخمولا لا طائل منه. مشيرا إلى ان حركة النهضة بدأت مع الإخوان المسلمين بالتأكيد واستقلت عنهم عام 1978 الأمر الذي ساهم فيما يبدو بتقديره في إنضاج التجربة التونسية الوطنية.
○ في المشهد التونسي تسأل «القدس العربي»: لماذا تجنب الشعب التونسي الفوضى والدم في الربيع العربي خلافا لغيره في رأيكم؟
• هنا لا أريد الإكثار من الكلام ويمكنني الإشارة لعاملين أساسيين: أولهما ان حركة النهضة تنازلت يا أخي عن الحكم وترفعت عن المزاحمة واعتقدت في المشاركة وهذا عنصر مهم في المشهد، لأن الحديث عن برنامج سياسي وطني نافع يختلف عن الحديث عن الاستئثار بالسلطة. والعامل الثاني هو وعي الشعب التونسي وتجربته الغنية في العمل المدني والتنظيمات الاجتماعية وذلك وعي نؤمن بانه أوسع من مظلة حركتنا ويشملها مع الآخرين.
○ لكن التنازل الذي تتحدث عنه أثار الكثير من الضجة؟
• نعم أثار الضجة فقط عند اولئك الذين يغرقون في الجدل حول متى وماذا تلبس المرأة أو تخلع، لكنه صنع الاستقرار، فليس مهما متى تخلع الفتاة ملابسها ومتى ترتديها، الأهم ان تصل إلى قناعة وان تتراكم معرفتها ويتمايز وعيها هذا ما نحاول ان نفعله في المجتمع التونسي اليوم.
○ ألا تبالغ في إظهار زهد حركة النهضة في السلطة؟
• أبالغ أم أتحدث بصراحة عن الواقع وعن ما حصل. على كل حال نعتقد ان الأولوية لتداول السلطة قبل السلطة نفسها أو ممارسة الحكم واتجاهنا كان ان نساهم في صناعة مشهد وطني يسمح بتداول السلطة لـ 20 سنة الأقل حتى يستقر الأمر لمن يفرزه الصندوق ويقرره الشعب منا أو من غيرنا ودون جدل وهذا ما حصل عند كل الشعوب العصرية الديمقراطية المؤمنة بالعلم والمعرفة والتعليم والوعي.