أحدث الأخبار
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد

الأوهام.. تلك الآلة الجهنمية!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 28-05-2018

بعد أن تركت تلك الشابة الممتلئة بالحياة والنشاط كل ما كان يربطها بالماضي، بيتها، وعملها الذي لطالما تفانت لأجله، الحي الذي تربت فيه، أصدقاء طفولتها، وكل شيء يذكّرها بما كان، وجدت نفسها تنتقل من وظيفة إلى أخرى من دون أي شعور بالأسى أو النفور أو الندم، كانت تجد نفسها تنتقل ببساطة بين نقاط الحياة دون أن تلتفت إلى الخلف أو تشعر بأية مخاوف من أي نوع، فبعد أن قبضت على زوجها يخونها في بيتها ذلك النهار، وبعد أن بكت وابتلعت غصتها القاتلة، مضت بعيداً، واختفت عن الجميع، وزادت على ذلك بأن صمتت إزاء الشائعات التي كانت تصلها من زملاء العمل، وحين تعافت من الصدمة بدت لها الشائعات مجرد شائعات وسخيفة أيضاً!

لاحقاً أسرّت لأحد أصدقائها بأن انضباطها في العمل لم يكن دليلاً على حبها للعمل، ولكن على خوفها ربما! شرحت له أنها كانت تحرص على أن لا تتغيب عن العمل وتفعل كل ما في وسعها لتصل قبل الوقت المحدد أياً كانت الظروف لأنها كانت تخشى أن يحدث شيء ما إذا لم تفعل ذلك، وفي الحقيقة فقد كان ذلك السلوك هو ما يجعلها قوية ومتماسكة وما يشعرها بالأهمية، بعد الحادثة التي تعرضت لها أيقنت أنها كانت واهمة تماماً، كمعظمنا حين نعتقد أن هذا الشخص هو ما يجعلنا سعداء وهذا العمل هو ما يجعلنا متماسكين ثم نكتشف حجم الوهم فنضحك على ما كنا نتوهمه!

فيما بعد بدأت تتعرف على ما يجعلها قوية فعلاً، بدأت تفهم السر الحقيقي في معادلة السعادة والتماسك النفسي، فكلنا لديه اهتمامات وأمور وهوايات وملكات يبرع فيها، لكنه حين يحبها عليه أن يفعل ذلك لأجل نفسه؛ لأنها تمنحه البهجة، ولأنها تشبعه وترضى ميولاً وتوجهات لديه، وربما تجمعه بأصدقاء آخرين يقضي بصحبتهم وقتاً عميقاً وغنياً بالفائدة، تكون تلك الهوايات والاهتمامات أمراً مشتركاً فيما بينهم بعيداً عن تصنيف الآخرين لها بأنها تافهة أو سخيفة أو..

يحتاج الإنسان إلى أن يعرف على وجه الدقة تلك الأمور التي تجعله متماسكاً في مواجهة الظروف القاسية التي يقع فيها، إلا أن المعرفة وحدها لا تكفي إذا لم يكن بمقدورنا أن نتخطى نظرية رأي الآخرين، فالآخرون يتحولون إلى جحيم أحياناً، كما قال (سارتر)، أما كلامهم فآلة جهنمية قاسية جداً وبلا قلب، نحتاج إلى أن ننتبه لأنفسنا أكثر مما نركز على اشتراطات الآلة، الناس سيتكلمون عنك في كل الأحوال سواءً أحسنت أم أسأت.. «ريح بالك» إذن!