قال نشطاء ومنظمة العفو الدولية، إن السعودية أطلقت سراح أربع ناشطات في مجال حقوق المرأة كُنَّ ضمن مجموعة احتجزتها السلطات الأسبوع الماضي، فيما اعتقلت ناشطاً جديداً.
وأعلن ناشطون سعوديون أن السلطات في بلادهم اعتقلت من أسموه "رمز الحقوق" الناشط محمد البجادي، رغم توقفه عن التغريد عام 2016 بعد اعتقاله 3 مرات سابقة أعوام (2007، 2008، 2011).
كانت منظمات حقوقية دولية ذكرت أن السلطات احتجزت 11 ناشطاً على الأقل معظمهم من النساء اللواتي نظمن حملة من أجل حق النساء في قيادة السيارات، وإنهاء نظام ولاية الرجل بالسعودية، والذي يشترط أن تحصل النساء على موافقة أحد ذويها الذكور على القرارات المهمة.
وأعلنت الحكومة، الأسبوع الماضي، احتجاز سبعة أشخاص بتهمة اتصالهم بكيانات أجنبية وعرض دعم مالي على "عناصر معادية"، وقالت إن "السلطات تسعى للقبض على مشتبه بهم آخرين". ولم تذكر أسماء المقبوض عليهم.
ولم تتضح شروط الإفراج عن الناشطات: حصة آل الشيخ، ومديحة العجروش، وولاء آل شبر، وعائشة المانع.
ولم تظهر أسماء الناشطات في تقارير إعلامية محلية نددت ببعض المحتجزين الآخرين بوصفهم "خونة".
وتقود المانع وآل الشيخ والعجروش حملة منذ عام 1990 للمطالبة بإنهاء حظر قيادة المرأة للسيارات.
ونقلت وكالة "رويترز" عن نشطاء ودبلوماسيون، قولهم إن موجة الاعتقالات الجديدة ربما يكون الهدف منها استرضاء عناصر محافظة معارضة للإصلاحات الاجتماعية التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأضافوا أنها قد تكون أيضاً رسالة إلى النشطاء لعدم تقديم مطالب لا تنسجم مع برنامج الحكومة.
وبينوا أنه من المستبعد الإفراج قريباً عن المحتجزين الآخرين، ومن بينهم: إيمان النفجان، ولجين الهذلول، وعزيزة اليوسف، وإبراهيم المديميغ، ومحمد الربيعة. وعبَّر النشطاء عن قلقهم من إمكانية أن يستمر الاحتجاز لشهور دون اتهام.
ووصفت وسائل إعلام تدعمها الدولة هؤلاء المحتجزين بـ"الخونة" و"عملاء السفارات"، مما أثار حفيظة دبلوماسيين دوليين في الرياض.
وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة فرع المنظمة بالشرق الأوسط في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن "حملة الإصلاحات" التي أطلقها بن سلمان تثير قلق الإصلاحيين السعوديين الحقيقيين الذين يتجرؤون على الدفاع علانية عن حقوق الإنسان وتحرير المرأة.
وسعى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى كسب دعم حلفاء بلاده الغربيين لإصلاحاته الرامية لتنويع مصادر الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد على النفط ودعم انفتاح المجتمع السعودي.
لكن رغم إشادة الكثيرين بإنهاء حظر قيادة المرأة للسيارات باعتباره دليلاً على توجه تقدمي جديد في السعودية فقد رافقت ذلك حملة على المعارضين واعتقالات وصفت بـ"التعسفية".