أحدث الأخبار
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد
  • 11:55 . زعيم كوريا الشمالية يدعو لتسريع التسلح النووي لبلاده... المزيد
  • 11:55 . سفارة الإمارات في اليمن تحذر من مكالمات مشبوهة تنتحل "هويات دبلوماسية "... المزيد
  • 11:48 . تقرير: تواجد الإمارات في أفريقيا "سرطان يمكن علاجه"... المزيد
  • 11:26 . 16 شاحنة مساعدات إماراتية تعبر إلى غزة عبر معبر رفح... المزيد
  • 11:25 . إلزام معلمي المدارس الخاصة في أبوظبي بتقديم شهادة الحالة الجنائية... المزيد
  • 11:24 . إغلاق إداري لـ "ملحمة بوحه" في أبوظبي بسبب مخالفات غذائية... المزيد
  • 11:16 . "جهود عبثية".. السودان يرفض انخراط الإمارات في عملية إنهاء الحرب... المزيد

إذا غابت الفكرة بزغ الصنم

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 08-05-2018

في طريقي وأنا أعبر أزقة روما لليوم الثالث، مخلفة ورائي واحداً من أجمل القصور التي تعود لعائلة أمراء عاشت على امتداد القرون من السادس عشر وحتى الثامن عشر، والذي تحول قصرها اليوم إلى متحف يروي قصة أخرى من قصص المجد الغابر والعظمة الرومانية التي كانت، يقع متحف (بلازو دوريا بامفيلي) في وسط شارع تجاري يعج بالمتاجر الضخمة، فإذا لم تكن تعرفه وجئته قاصداً فربما تمر عليه مرور الكرام دون أن تلفت نظرك تلك اللوحة الضخمة التي تحمل اسمه.

في الداخل تعبّر الحضارة الرفيعة عن نفسها في كل التفاصيل، في اللوحات الضخمة المرسومة بيد كبار رسامي تلك الفترة، وفي موضوعات اللوحات التي لم تخرج عن الميثولوجيا الدينية والطبيعة والجمال، أما التماثيل فحدث ولا حرج، الجدران مكسوة بالحرير الطبيعي الباذخ والستائر لا يمكنك أن ترى أجمل منها، يلمع رخام الممرات البيضاء بطريقة تستوقفك، بينما لا تسمع وقع خطوات حذائك وأنت تتأمل الثريات الفخمة في غرفة الرقص ذات الأرضية الخشبية، وتظل تسير متنقلاً من غرفة إلى أخرى، ممتلئاً بالدهشة ومتفكراً في السؤال البديهي: أي عظمة هذه؟ كيف تمكنوا من كل هذا في تلك القرون البعيدة، بينما يعجز الخلف اليوم عن إنجاز أقل القليل مما أنجزه أسلافهم، هي طبيعة عصر وزمن نعم، لكنها تستوقفك وتولد عشرات الأسئلة!

تركت عالماً زاخراً بالدهشة المحيرة، دهشة الإتقان، التفاصيل الدقيقة، براعة الرسم والتصوير، اللوحات الجدارية الضخمة، الفن والموسيقى والملابس، والمقتنيات والصور الشخصية والأسقف المنقوشة بإعجاز مبهر، وقبل أن أخرج وقفت أمام صورة ضخمة لصاحب القصر وتمثال نصفي من الرخام للشخص نفسه داخل غرفة متناهية الصغر ومسورة بالحديد كي لا تصل الأيدي للصورة، تذكرت أن هذا الشخص كان محاطاً بأسوار عزلته في تلك القرون، وظل قابعاً في العزلة ذاتها حتى وهو مجرد صورة أو مجرد تمثال من المرمر.

تركت ذلك العالم الباذخ المتواري خلف الجدران الشاهقة، وخرجت للهواء الطلق، كانت الجدران من الخارج تبدو سوداء من شدة التلوث بينما عشب قديم قد نما بشكل عشوائي بين مفاصل الصخر في كل مكان، مشهد يأخذك إلى فكرة حتمية التغيير والتدليلات الكبرى عبر سيرورة الزمن!

لقد تحول الذين كانوا عظماء إلى مجرد تماثيل، أصنام للفرجة لا أكثر، فحين تختفي فكرة الحضارة العظيمة يبزغ الصنم كبديل باهت، وللصنم معان وتجليات لا تعد ولا تحصى!