دعت صحيفة نيويورك تايمز إلى وقف المساعدات العسكرية الأميركية إلى السعودية، ومنع استخدام القوات الأميركية ضد الحوثيين في حرب اليمن، وذلك للتخفيف من المأساة الإنسانية المستمرة منذ ثلاث سنوات هناك.
وقالت الصحيفة في افتتاحية لها إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) والإدارة الأميركية ضللتا الشعب الأميركي بشأن التورط العسكري المتزايد في الحرب باليمن والتي كان يجب ألا يكون لأميركا دخل فيها.
وأشارت إلى أن الكشف الأخير عن وجود قوات خاصة (كوماندوز) أميركية تساعد في تحديد مواقع إطلاق الصواريخ الحوثية وتدميرها يتناقض مع بيانات البنتاغون السابقة عن أن المساعدات العسكرية الأميركية للسعودية تقتصر على إعادة تزويد المقاتلات السعودية بالوقود في الجو والأنشطة اللوجستية والاستخبارات، وأنه لا علاقة لها بالقتال.
وأوضحت الصحيفة أن الحوثيين لا يشكلون خطرا أمنيا على الولايات المتحدة، وأن القرارات العسكرية الكبيرة مثل التي تجر أميركا إلى حرب اليمن تتطلب نقاشا عاما لإرغام الرئيس وجنرالاته على تبرير قراراتهم وتحميلهم المسؤولية عنها.
وأوضحت أيضا أن واشنطن نشرت قوات في اليمن منذ ما قبل الحرب على الحوثيين لقتال القاعدة بموجب إجراءات التفويض الممنوحة من الكونغرس والتي تم إقرارها في مرحلة ما بعد تفجيرات 11 سبتمبر2001، لكن التدخل العسكري الحالي في الحرب بين الحوثيين والسعودية لا يجد ما يسنده تشريعيا.
وقالت إن الحملة السعودية الوحشية على اليمن خلقت أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم ووضعت أكثر من ثمانية ملايين شخص على حافة المجاعة، وعرّضت أكثر من مليون شخص لوباء الكوليرا، وشردت حوالي مليونين من ديارهم.
ومضت الصحيفة لتقول إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يصر على نصر عسكري في اليمن بتشجيع من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رغم المآسي الإنسانية ورغم أن الجميع أصبحوا على قناعة بأن لا حل في اليمن إلا بوقف الحرب والتفاوض من أجل السلام، مشيرة إلى أن ترامب لا يرغب إلا في بيع أي معدات عسكرية جديدة تطلبها السعودية.