أحدث الأخبار
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد

كيماوي الأسد بين النفي الروسي والعقاب الأميركي

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 16-04-2018

الرواية الروسية أولاً، وهي لا تفيد بشيء بل تنفي -كالعادة- أية وقائع لا تناسبها؛ كونها تنسب إلى حليفها/ تابعها النظام السوري أي اتهامات يمكن أن تحرجها إذا سلّط المجتمع الدولي الضوء عليها. ومن ذلك استخدام السلاح الكيماوي المحظور دولياً، كما في معضمية الشام في أغسطس 2013، وفي خان شيخون في أبريل 2017، كذلك دُوما في أبريل 2018، لم يحصل ما يثير اهتمام روسيا، بل مجرد أعمال عسكرية اعتيادية في أية حرب.
في الأولى قالت إن أقمارها الاصطناعية أظهرت أن فريقاً من المعارضة هو الذي قصف المعضمية بالكيماوي، لكن اتفاقها مع الولايات المتحدة على تصفية الترسانة الكيماوية انطوى على عقاب للنظام بموافقتها. في الثانية كانت قد أصبحت على الأرض ولا يطير طير في الأجواء السورية خارج راداراتها، ومع ذلك أنكرت ما حصل في خان شيخون؛ لكن الولايات المتحدة ردّت بضربة صاروخية لمطار الشعيرات، ثم شكّكت روسيا في التحقيق الأممي. وقبل أن تنجح في إغلاق الملف قُصفت دُوما بالكيماوي وتجدّد النفي إلا أن واشنطن اعتبرتها مسؤولة مباشرة.
الرواية الأخرى لما شهدته مدينة دُوما هي نتاج تقنيات وخبرات تراكمت لدى المعارضة السورية والطواقم الطبية، بحيث لا يحول عزل المناطق عسكرياً دون وصول عيّنات وأدلة إلى عواصم غربية مهتمّة ومعنيّة بكشف حقائق استخدام الأسلحة المحرّمة ومنها الغازات السامة. فهذه هي الوسيلة الوحيدة الممكنة لضبط النظام السوري بالجرم المشهود، وكذلك لاتهامه وإدانته تمهيداً لمحاسبته مهما عملت روسيا على تحصينه وتعطيل مجلس الأمن كلّما حاول مساءلته، تماماً كما تفعل الولايات المتحدة بالنسبة إلى إسرائيل. كان النظام استخدم كل أنواع الأسلحة بما فيها الصواريخ الباليستية ضد المدن والبلدات، وبعد تدخّلها لإنقاذه جرّبت روسيا أسلحة فتّاكة جديدة، لكن تجاوز الخط الأحمر إلى السلاح الكيماوي لا يمكن السكوت عليه، وإلا أصبح استخدامه شائعاً و»شبه شرعي». ومع ذلك فإن الردّ الأميركي - البريطاني - الفرنسي لم يخرج عن الإطار الرمزي والاستعراضي، لماذا؟ أولاً لأن أميركا وروسيا لا ترغبان في المواجهة بينهما رغم التحديات التي تتبادلانها. وثانياً لأن أية ضربات تهدف إلى تقويض النظام تجازف بإيقاع سوريا في أيدي إيران، وفي عام 2013 كانت حجة عدم ضربه أن البلد سيقع في فوضى الإسلاميين المتناحرين؛ ما يعني أن وحشية النظام لا تزال العنصر الحاسم في بقائه وحمايته.
إذاً فالخطوط الحمراء واضحة جداً لكل الأطراف.. الأميركي والروسي يتجنّبان استفزاز أحدهما الآخر، والإيراني والإسرائيلي يتفاديان تحدّي الروسي؛ ما يتيح لموسكو أن تستمر في إدارة حركة المرور، بحيث يحقّق الجميع أهدافهم بشكل أو بآخر، شرط عدم تجاوز الإرادة الروسية.
بناء على ذلك اعتُبرت روسيا مسؤولة عن استخدام السلاح الكيماوي؛ إذ لا يمكن أن يقوم نظام بشار الأسد بهجوم كهذا من دون تنسيق مع «الكرملين»، إن لم يكن بطلب منه؛ لأنه يريد تحريك السياسات الأميركية الراكدة حيال مصالحه الدولية، لكن المشكلة مع روسيا أنها لا تعمل على حلّ أزمة سوريا بل تديرها وتحاول استثمارها والتكسّب منها؛ ولذلك فهي تجتهد في تنظيم الأعمال العسكرية المتناقضة ولو بأكثر التسويات تعقيداً. لكن يتعذّر عليها الاعتراف بأكثر الأفكار بديهية للحل السياسي؛ وذلك لأنها وحليفها نظام الأسد لا يجدان مصلحة في أي حلّ «حقيقي» حتى بعد تمكّنهما مع الإيرانيين من الحسم العسكري في معظم المناطق.;