ألغى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان زيارة كانت مقررة له للعاصمة العراقية بغداد، وذلك على الرغم من تأكيد برلمانيين ووسائل إعلام عراقية مقربة من الحكومة الزيارة وموعدها.
وبعد أكثر من أسبوعين من تداول توقيت الزيارة؛ نشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، اليوم السبت، تصريحاً مقتضباً لمصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، نفى من خلاله وجود زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى العراق.
وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية مبرراً القرار: "لا صحة لما تتداوله بعض وسائل الإعلام عن زيارة ولي العهد إلى العراق". ونوه المصدر بـ"العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والتطورات الإيجابية التي تشهدها مؤخراً في المجالات كافة".
وتداولت وسائل إعلام عراقية وعربية خلال الأيام القليلة الماضية أنباء عن زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي إلى العراق ومحافظة النجف، التي تتخذها المراجع الشيعية العراقية منطلقاً لأعمالها ونشاطاتها المذهبية، مشيرة إلى الاستعدادات الجارية لاستقباله، وهو ما أكده نواب عراقيون لـ"الخليج أونلاين" في حينه.
فقد أكد القيادي العراقي في تحالف "تضامن"، النائب طلال حسين الزوبعي، في وقت سابق أن"الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى العاصمة العراقية بغداد ومحافظة النجف جنوبي العراق، تهدف لترصين التفاهم الأمني في مواجهة الإرهاب، الذي سيحقق الانتقال والابتعاد عن الاتهامات المتبادلة والمضادة بين الطرفين".
وأضاف لـ"الخليج أونلاين": أن "أبرز ما تهدف إليه الزيارة هو عودة العراق إلى حضنه العربي، وإبعاده عن التدخّل والنفوذ الإيراني، وتوقيع اتفاقيات استراتيجية في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، لا سيما أن السعودية تمثل قوة اقتصادية مهمة في منطقة الشرق الأوسط، وفي العراق فرص استثمارية كبرى، ما يحقق للبلدين المزيد من التقدّم الاقتصادي، ويدعم علاقات العراق مع إخوانه العرب".
وحول نية محمد بن سلمان زيارة مدينة النجف الدينية جنوبي العراق، أشار الزوبعي إلى أن "الزيارة هي بمنزلة إقرار بأن الأئمّة الكرام لهم نفس التقديس لدى السعودية، وإشارة كذلك إلى بداية نهاية المشروع الطائفي، وولادة الدولة الوطنية في العراق والمنطقة".
لكن هذه الأنباء تصطدم بسيل جارف من رفض الشيعة والمليشيات الموالية لإيران في العراق لزيارة بن سلمان، ودعت العديد من الفصائل المسلحة التابعة للحشد الشعبي عبر منشورات ولافتات في شوارع العاصمة بغداد ومحافظات جنوبي العراق إلى رفض زيارة ولي عهد السعودية، الأمر الذي اعتبره مراقبون بأنه وراء النفي السعودي للزيارة المقررة.
وعلى إثر تداول هذه المنشورات على نطاق واسع، لا سيما في مواقع التواصل الاجتماعي، أبدى زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، رأيه حول ردود أفعال بعض الجهات بخصوص الزيارة المرتقبة لولي السعودية، مؤكداً أهمية العلاقات الخارجية بالنسبة للعراق ومحيطه العربي.
وتشهد العلاقات العراقية السعودية تقارباً ملحوظاً بعد نحو 3 عقود من قطع للعلاقات الدبلوماسية بينهما؛ إثر التوتر الذي أعقب اجتياح الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الكويت عام 1990، وأعلنت بغداد والرياض في أكتوبر الماضي عودة الرحلات الجوية بين مطارات السعودية والعراق بعد توقف دام نحو 27 سنة.
كما أجرى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير زيارة إلى بغداد، في فبراير 2017، هي الأولى من نوعها منذ أكثر من ربع قرن. في حين زار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الرياض، في أكتوبر 2017، وكانت أول زيارة لمسؤول عراقي إلى السعودية، وشهدت إطلاق المجلس التنسيقي بين البلدين، بحسب "الخليج أونلاين".