قالت دورية «أفريكا إنتليجنس» الفرنسية إن الرئيس السوداني «عمر البشير» مشغول بحماس في الوقت الحاضر في الفوز بقطر وتركيا إلى جانبه للتعويض عن الوعود السعودية المنهارة.
وكانت الخرطوم قد قطعت الخرطوم العلاقات الدبلوماسية مع إيران في يناير 2016 إثر وعود سعودية بمساعدات مالية كبيرة، إضافة إلى استثمارات في مجالات الزراعة والسدود الكهرومائية.
لكن مع وصول الأزمة الاقتصادية إلى نسب لم يعد بمقدور الشعب السوداني تحملها، ما زالت الحركة الإسلامية الحاكمة في البلاد تنتظر الدعم السعودي الذي يبدو أنه لن يأت أبدا.
ووفقا لـ«أفريكا إنتليجنس»، فإن المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة نفت عشرات الآلاف من المواطنين السودانيين بدعوى أنه ليس لديهم تصريح إقامة.
وفي محاولة سابقة لكسب ثقة اللاعبين الرئيسيين في دول مجلس التعاون الخليجي، وبالتحديد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وافقت الخرطوم على المساهمة بـ 4000 جندي في المجهود الحربي في اليمن، لكن الرياض ترى أن هؤلاء الجنود المنتمين سابقا إلى ميليشيا الجنجويد، التي تندمج الآن في قوات الدفاع السودانية، يتصرفون مثل المرتزقة.
وبالإضافة إلى ذلك، تشكك الرياض فيما يبدو في الالتزام السوداني بقطع العلاقات مع الملالي الإيرانيين، بعد أن أنشأت جهازها الأمني بمساعدة الحرس الثوري الإيراني.
كما أن الرياض غير راضية عن إبقاء «البشير» على العلاقات مع الدوحة وشهر العسل الدبلوماسي مع تركيا، مما أدى إلى تسليم جزيرة سواكن إلى أنقرة مقابل وعود بالاستثمار وإعادة الإعمار والتعاون العسكري، وفقا للدورية الفرنسية.
وتثير علاقات السودان مع أنقرة والدوحة أيضا قلقا كبيرا في القاهرة، فوفق تقرير سابق للدورية نفسها، فإن المخابرات الأمريكية (CIA) لعبت دورا محوريا، مع السودان لعدم التصعيد مع مصر، في ظل التوتر الذي حدث بين البلدين إثر زيارة الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» للخرطوم في ديسمبر الماضي
وحسب التقرير، فإن المخابرات الأمريكية تدخلت مع نظيرتيها السودانية والمصرية، ما أسفر عن اجتماع بين الرئيسين المصري «عبدالفتاح السيسي» والسوداني «عمر البشير»، قبل أن يتم الاتفاق على عقد لجنة رباعية تضم وزيري الخارجية ورئيسا المخابرات، لحل القضايا العالقة.