رفع رجل الأعمال الأمريكي «إليوت برويدي»، دعوى قضائية ضد قطر، متهما إياها بسرقة وتسريب رسائل بريده الإلكتروني؛ انتقاما منه لمحاولاته التأثير على إدارة «ترامب» لصالح خصوم إقليميين لقطر.
وتسربت رسائل من البريد الإلكتروني لـ«برويدي» كشفت عن علاقته بـ«جورج نادر» والإمارات، وزعم «برويدي» حينها أن عملاء قطريين هم من يقفون وراء هذا الاختراق لبريده، وهو الأمر الذي نفاه المتحدث باسم السفارة القطرية في واشنطن «جاسم آل ثاني».
واتهم المليونير الأمريكي اليهودي «برويدي»، وهو جامع تبرعات بارز للجمهوريين ومؤيد للرئيس «دونالد ترامب»، في الدعوى التي أقامها أمام المحكمة الجزئية الأمريكية في لوس أنجليس، مساء الإثنين (26|3)، قطر ووكلاء لها باختراق حسابات البريد الإلكتروني التي تخصه هو وزوجته وتقديم الوثائق المسروقة، عبر أعضاء جماعات ضغط في الولايات المتحدة، إلى وسائل الإعلام بهدف نشر تقارير تنال منه.
وقالت الدعوى القضائية التي تطالب بتعويضات غير محددة إن بعض المعلومات المسربة جرى التلاعب بها، وأضاف «برويدي» في بيان: «نعتقد أن الأدلة واضحة بأن هناك دولة تشن حملة تشويه مدبرة جيدا ضدي من أجل إسكاتي»، حسب «رويترز».
وتضيف الدعوى القضائية بعدا جديدا للأزمة الدبلوماسية في منطقة الخليج حيث فرضت السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر عقوبات على قطر في يونيو الماضي.
وأضافت الدعوى القضائية أن «برويدي»، الذي تتخذ شركته من كاليفورنيا مقرا لها، أنجز عقودا دفاعية بأكثر من 200 مليون دولار مع الحكومة الإماراتية ويجري محادثات بخصوص صفقات مماثلة مع السعودية.
واستشهد «برويدي» بعدة مقالات يعتقد أنها تستند إلى تسريب رسائل بريده الإلكتروني ووثائق أخرى.
وكانت «أسوشييتد برس» قد كشفت، أن «برويدي»، تلقى ملايين الدولارات من مستشار سياسي يعمل لدى دولة الإمارات، في أبريل الماضي، قبل أسابيع قليلة من تسليم تبرعات سياسية كبيرة إلى مشرعين أمريكيين لسن تشريعات تستهدف قطر.
وقالت الوكالة الأمريكية إن رجل الأعمال الأمريكي من أصل لبناني «جورج نادر»، والذي كان بمثابة مستشار سياسي للإمارات، أوصل مبلغ 2.5 مليون دولار إلى المليونير الأمريكي اليهودي «إليوت برويدي»، أحد كبار جامعي التبرعات لصندوق «ترامب»، وذلك من خلال شركة في كندا.
وأوضحت أن تلك الأموال كانت تهدف، على ما يبدو، إلى إقناع مؤسسات تشريعية وتنفيذية أمريكية لاتخاذ قرارات عقابية ضد قطر.
وبعد شهر من تلقيه تلك الأموال، رعى «برويدي» مؤتمرا حول العلاقة المزعومة بين قطر والإرهاب، وخلال هذا المؤتمر، أعلن عضو الكونغرس الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا، الجمهوري «إد رويس» أنه يجهز مشروع قانون لتصنيف قطر كدولة راعية للإرهاب، بحسب الوكالة.
بدوره، وصف المتحدث باسم السفارة القطرية في واشنطن «جاسم آل ثاني» الدعوى القضائية، بأنها محاولة من جانب «برويدي» لصرف الانتباه عن تدقيق الإعلام في أنشطته.
وقال المسؤول القطري في بيان، إن «برويدي» وليس قطر هو من دبر أنشطة شائنة بهدف التأثير على الكونغرس وعلى السياسة الخارجية الأمريكية.
وقررت السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر مقاطعة قطر وفرض عقوبات عليها في يونيو الماضي، حيث تتهم الدول الأربع قطر بدعم الإرهاب، بينما دأبت قطر على نفي ذلك.