أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، الجمعة، أن علاقة بلاده بالمملكة العربية السعودية "عادت إلى ما كانت عليه"، معرباً عن سروره "لأن الأمور باتت إيجابية مع المملكة".
وذكرت الرئاسة اللبنانية في بيان أن عون شدد، خلال استقباله أعضاء مجلس الأعمال اللبناني-السعودي، على أنه "ما من أمر يمكن أن يكدر العلاقة اللبنانية-السعودية"، مؤكداً التعاون المشترك بين البلدين.
وأوضح أن "العلاقات الثنائية عادت إلى ما كانت عليه بشكل طبيعي جداً جداً، ولطالما كانت كذلك منذ القدم، وهو أمر ينطبق كذلك على الأشقاء الخليجيين بشكل عام".
وأشار إلى انفتاح لبنان "على كافة أشكال التعاون المشترك مع السعودية؛ سواء كان اقتصادياً أم تنموياً أم غير ذلك"، مؤكداً استعداد بلاده لتأمين أفضل الظروف لمثل هذا التعاون.
وخلال الأشهر الأخيرة توترت العلاقات السعودية اللبنانية إثر إعلان سعد الحريري، رئيس الحكومة، استقالته بشكل مفاجئ من منصبه خلال زيارة للمملكة، في نوفمبر الماضي، الأمر الذي أثار أزمةً سياسيةً كبرى.
واتهم مسؤولون لبنانيون حينها الرياض بإجبار الحريري على الاستقالة ووضعه قيد الإقامة الجبرية؛ لأنها ضاقت ذرعاً بما يقوم به من مواءمات سياسية مع حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، كما يرى مراقبون.
واتسمت العلاقة بين الحريري والسعودية في الفترة الأخيرة بالتوتر البالغ؛ نتيجة تحالفه مع الرئيس ميشال عون المقرب من "حزب الله" المدعوم من إيران، ووصل التوتر إلى ذروته مع إفلاس شركته هناك "سعودي أوجيه"، واحتجازه بالرياض في نوفمبر الماضي، لحين تدخل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، شخصياً للإفراج عنه لاحقاً.
ودفعت استقالة الحريري المفاجئة التي أعلنها في بث تلفزيوني من الرياض في نوفمبر الماضي، لبنان إلى واجهة الصراع الإقليمي بين السعودية وإيران، وعاد رئيس الوزراء إلى بيروت بعد أسابيع، وعدل عن استقالته بفضل مساعٍ قادها الرئيس الفرنسي.
وعاد الحريري عقب تدخّل فرنسا إلى بيروت بعدها بأسابيع، وعدل عن استقالته، ليطوي صفحة أزمة أثارت مخاوف على استقرار لبنان السياسي والاقتصادي، ودفعته إلى صدارة المواجهة الإقليمية بين الرياض وإيران.
وبعد عودته جدّدت حكومته الائتلافية التي تضمّ "حزب الله" تأكيد سياسة الدولة النأي بالنفس عن الصراعات في العالم العربي، حيث تتهم السعودية "حزب الله" بشنّ حروب عبر الشرق الأوسط كوكيل لإيران.
وأعلن لبنان سياسة النأي بالنفس في 2012 لإبعاد البلاد عن الصراعات في المنطقة؛ مثل الحرب الدائرة في سوريا المجاورة، لكن حزب الله أرسل آلافاً من مقاتليه عبر الحدود دعماً لرئيس النظام السوري بشار الأسد.