كشفت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية عن مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، نهاية العام الماضي، بدفع أربعة مليارات دولار؛ لتأمين خروج القوات الأمريكية من سوريا.
وقالت الصحيفة في تقرير، إن الأمر يتعلق بصفقة أمريكية-سعودية جديدة لخروج الولايات المتحدة من سوريا، وتسوية الصراع الدائر هناك منذ سبع سنوات.
وبحسب التقرير الذي أعدّه بول سان وكارين دي يونغ؛ فإن ترامب يريد إخراج قوات بلاده من سوريا بأسرع ما يكون، وقد اتصل ليخبر ملك السعودية وولي عهده، محمد بن سلمان، ذلك.
ونقلت الصحيفة عن مصادر، لم تسمها، أن الرئيس الأمريكي "طلب في اتصال مع الملك سلمان في ديسمبر 2017، أربعة مليارات دولار؛ لإنهاء الالتزامات الأمريكية بسوريا، وتعجيل خروج قواتها منها".
ويشير التقرير إلى أن البيت الأبيض "يريد الأموال من السعودية ودول أخرى؛ للعمل على إعادة الإعمار وترسيخ الاستقرار في المناطق التي تمكنت القوات الأمريكية وحلفاؤها المحليون من استعادتها من تنظيم الدولة في سوريا".
ويهدف ترامب، في مرحلة ما بعد الحرب، إلى منع رئيس النظام السوري بشار الأسد وشركائه، الروس والإيرانيين، من المطالبة بهذه المناطق، وأيضاً إلى منع تنظيم الدولة من إعادة ترتيب صفوفه، وذلك في حين تُواصل القوات الأمريكية عملية إخماد المسلحين، بحسب التقرير.
ويضيف التقرير: "من المتوقع أن يتم وضع اللمسات النهائية للاتفاق، بحيث تدفع السعودية المبلغ المطلوب خلال زيارة محمد بن سلمان المرتقبة إلى واشنطن، وسط تساؤلات من السعوديين عن هذا الطلب المفاجئ".
ومن المقرر أن يزور ولي العهد السعودي العاصمة الأمريكية بعد غد (الاثنين)، على أن يلتقي الرئيس دونالد ترامب الثلاثاء، في البيت الأبيض.
وقالت الصحيفة إن السعودية تشكك في المبلغ الكبير الذي اقترحه ترامب لتسوية الوضع السوري.
وتصب هذه المساهمة المالية السعودية في الأهداف، التي تقول الرياض إنها تتشارك فيها مع واشنطن، والمتمثلة في العمل على الحدِّ من سلطة الأسد، وخفض أو تقليص النفوذ الإيراني.
لكن التقرير يقول أيضاً، إن "قوات سوريا الديمقراطية"، ذات الغالبية الكردية وحليفة واشنطن، "تحتجز 400 من مقاتلي تنظيم الدولة الأجانب، وإن واشنطن تريد استخدام جزء من هذه الأموال التي تطلبها من حلفاء، مثل السعودية؛ لضمان نقل هؤلاء المحتجَزين إلى منشأة تتوافر فيها زنزانات انفرادية".
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق من السبت، إن الولايات المتحدة حشدت قواتها البحرية استعداداً لضرب مواقع تابعة للأسد بصواريخ كروز، على غرار ما حدث في أبريل 2017، عندما قصفت بوارج أمريكا قاعدة الشعيرات.