ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن الرؤية الإصلاحية التي يسعى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى تأكيدها منذ توليه منصبه، لم يُنفَّذ منها سوى القليل على الصعيد الاجتماعي، مثل السماح للنساء بقيادة السيارة والعمل، والسماح بافتتاح دور سينما، في حين غاب كل ما له علاقة بالجانب السياسي.
وأوضحت الـ"BBC"، في تقرير لها، نشرته بالتزامن مع الزيارة التي يُجريها ولي العهد السعودي للندن، أن "السعودية شهدت زيادة في حدة القمع؛ إذ بات من النادر أن يعبّر أحدهم عن موقف يتعارض مع الموقف الرسمي من الحرب في اليمن، أو من الأزمة مع قطر، حتى على وسائل التواصل الاجتماعي، ومثال على ذلك، سجن الناشط عيسى النخيفي ست سنوات؛ بسبب تغريدة انتقد فيها الحكومة السعودية بسبب حرب اليمن".
وندَّدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" باعتقال السعودية نحو 30 رجل دين ومفكراً وناشطاً، في شهر سبتمبر الماضي.
كما زادت حالات الإعدام في السعودية خلال الفترة الأخيرة؛ إذ أشارت منظمة "REPRIEVE" البريطانية، التي تنادي بإلغاء عقوبة الإعدام، إلى أن 133 شخصاً أُعدموا خلال الأشهر الثمانية الماضية، مقارنة بـ67 حالة في الأشهر الماضية التي قبلها.
ونقلت الـ"BBC" عن مديرة المنظمة "مايا فوا"، أن هذه الزيادة في عمليات الإعدام تؤكد أن "الصورة العامة البرّاقة لمحمد بن سلمان، تخفي تحتها أحد أكثر الحكام دموية عرفته السعودية في التاريخ القريب".
يشار إلى أن زيارة بن سلمان إلى لندن تزامنت مع تظاهرات أمام مكتب الحكومة البريطانية، احتجوا خلالها المشاركون فيها، على لقائه مع رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي.
ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات: "ارفعوا أيديكم عن اليمن، والقاتلون غير مرحَّب بهم في لندن، وبن سلمان مجرم حرب".
وردد المحتجون هتافات ضد العملية العسكرية للسعودية في اليمن، وطالبوا بوقف بيع السلاح لها.
وتعد بريطانيا ثاني محطة لأول جولة خارجية يقوم بها بن سلمان منذ تعيينه ولياً للعهد، في يونيو الماضي، بعد مصر.