"الطريق الأصعب والأخطر"، هذا ما تحدثت عنه وكالة "بلومبرغ" الأمريكية الذي يواجه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وخططه لإصلاح المملكة المعروفة باسم "رؤية 2030".
ونقلت الوكالة الأمريكية عن مصادر مقربة من وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، قوله إن المملكة بحاجة لأن يستقر سعر برميل النفط إلى 70 دولارا بدلا من 60 دولارا، داعيا إلى ضرورة استمرار عملية تخفيض الإنتاج لمدة عام، حتى لو تسبب في نقص المعروض
وأرجعت الوكالة ذلك إلى ما وصفته بتضخم مخزونات النفط، التي ترغب في أن تعود إلى طبيعتها
وأشارت إلى أن السعودية تواجه صغوطا غير مسبوقة، مع بدء ولي العهد السعودي، برامج الإصلاحات الاقتصادية الكاسحة المعروفة باسم "رؤية 2030"، والذي يأتي على رأسها مسألة الطرح العام الأولي المحتمل لشركة النفط الرئيسية التابعة للدولة "آرامكو".
ونقلت "بلومبرغ" عن مايك ويتنر، رئيس أبحاث سوق النفط في شركة "سوسيتيه جنرال":
"هم بالتأكيد غير مهتمين بمسألة السيطرة على أسعار النفط، بل هم يفكرون في التكلفة الاجتماعية حول رؤية 2030، والاكتتاب الجزئي لآرامكو".
كما قالت حليمة كروفت، رئيسة استراتيجية السلع في شركة "آر بي سي كابيتال ماركيتس": "إذا كان محمد بن سلمان يحاول إعادة تشكيل بلاده بشكل جذري، فهو بحاجة إلى تثبيت سعر معين، لجعل عجلة الاقتصاد تدور أسرع".
وأشارت إلى أن هناك هدف آخر للمملكة من رفع أسعار النفط في الفترة المقبلة، والمتمثل في ضمان تقييم "آرامكو" السعودية لمبلغ 2 تريليون دولار، وهو الأمر الذي يتبناه الأمير محمد بن سلمان، ويرى بعض المحللين أنه أمر "غير واقعي".
وتحدثت الوكالة عن أن الإيرادات الإضافية، التي ستدخل للموازنة السعودية ستساهم في تراجع الأمير محمد بن سلمان عن بعض إجراءات التقشف لمواجهة "الاستياء" الذي يسود بعض القطاعات، ولكسب تأييد شعبي، يدعم خطط التحول "طويلة الأجل".
وحذر يوجين واينبرغ، رئيس أبحاث سوق السلع في شركة "كوميرز بنك" في فرانكفورت: "السعوديون يسعون حاليا لرفع أسعار النفط، لكن هذا في النهاية قد يكون مآله الفشل".