واصلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تسليط الضوء على التغيرات غير المسبوقة التي تشهدها السعودية، وخطط ولي العهد محمد بن سلمان، التي يسعى من خلالها إلى "تحديث المملكة".
وفي عدد الاثنين، قالت الصحيفة الأمريكية إنه على الرغم من محاولات إحداث التغيير في المملكة على يد بن سلمان، فإن "السعودية القديمة ما زالت موجودة"، بحسب ترجمة "الخليج أونلاين".
ووصفت الصحيفة المملكة بأنها "عبارة عن زنزانة كبيرة لكل من يجرؤ على الانتقاد والحديث (عن التغيرات والقرارات التي شهدتها المملكة منذ تولي بن سلمان في يوليو الماضي)".
وأشارت إلى أن الرياض حكمت على ناشطَين حقوقيَّين سعوديَّين في مجال حقوق الانسان؛ وهما "محمد العتيبي" و"عبد الله العطاوي" بالسجن 14 عاماً وسبعة أعوام؛ على الترتيب.
وهذان تتهمهما السعودية بإنشاء جمعية لحقوق الانسان منذ نحو خمسة أعوام، ونشر تقارير ومعلومات عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، حول الوضع في المملكة.
العتيبي والعطاوي أعلنا تأسيس جمعية "اتحاد حقوق الإنسان" في أبريل 2013، لكنهما فوجئا بقرار السلطات السعودية إغلاقها، بعد شهر واحد.
نتيجة ذلك، عاودا المطالبة بترخيص رسمي لفتح منظمة حقوقية غير حكومية، لكنهما قوبلا أيضاً بالرفض ولم يحصلان على ما كانا يصبوان إليه.
الصحيفة تقول إن "ابن سلمان يرى أن السعودية بحاجة ماسة لإشباع رغبات الشباب، والقضاء على الفساد المستشري وتنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط وتخفيف قبضة السلطة الدينية".
واستدركت القول: "لكن تحت عباءة هذه الإصلاحات، مازال ابن سلمان يسير على نفس النهج المتعصب والوحشي المعادي لحقوق الانسان".
الصحيفة تقول إن "كل معجب بابن سلمان عليه معرفه أنه مازال مستمراً في ذات الأساليب القديمة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحرية والحقوق".
ووصفت ما يقوم به ولي العهد السعودي من قرارات وممارسات (كان آخرها حملة الاعتقالات التي طالب أكثر من 200 شخص، بينهم أمراء ووزراء) بـ"الجانب المظلم الذي لا يبدو أنه يريد تغييره".
وقبل نهاية تقريرها، أشارت الصحيفة إلى استمرار اعتقال المدون السعودي المشهور، رائف بدوي، سنة 2012، و"جُلد بسبب أفكاره، وما زال مسجونا حتى الآن".
وبدوي، مدّون سعودي محكوم بالسجن 10 سنوات بتهمة "إهانة الإسلام، وقد أظهر مقطع فيديو قصير انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جانباً من عقوبة جلده 1000 جلدة.