قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن الإدارة الأمريكية جادة بشأن التوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لكنها لا تزال تعمل على تفاصيل خطتها المقترحة.
وأثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك في نهاية المطاف غضب الفلسطينيين الذي يشككون في دور واشنطن كراع لعملية السلام في الشرق الأوسط.
ويقود جاريد كوشنر مستشار ترامب وصهره المساعي لاستئناف المفاوضات لكن محاولاته لم تحقق تقدما يذكر حتى الآن.
وقال الجبير وهو سفير سابق للولايات المتحدة لقناة فرانس 24 في وقت متأخر أمس الأربعاء “نعتقد أن إدارة ترامب جادة بشأن إحلال السلام بين الإسرائيليين والعرب”.
وأضاف “يعملون على أفكار ويتشاورون مع كل الأطراف وبينها السعودية ويدمجون وجهات النظر التي يعرضها عليهم الجميع. قالوا إنهم يحتاجون لمزيد من الوقت لوضعها (الخطة) وعرضها”.
وغير قرار ترامب بشأن القدس عقودا من السياسة الأمريكية وتجاهل التوافق الدولي على أن وضع المدينة ينبغي أن يتحدد من خلال اتفاق سلام يبرم في المستقبل.
وتطالب إسرائيل بالقدس بأكملها عاصمة لها بما في ذلك الشطر الشرقي الذي احتلته في حرب عام 1967 والذي يريده الفلسطينيون عاصمة لدولتهم في المستقبل.
وتقول إدارة ترامب إن أي خطة سلام يعتد بها ينبغي أن تجعل القدس عاصمة لإسرائيل وأن تجاوز هذه النقطة سيساعد في كسر الجمود في عملية السلام المتجمدة منذ 2014. وتقول واشنطن إن قرار ترامب لا يؤثر على حدود القدس أو الوضع النهائي الذي لا يزال بالإمكان تحديده من خلال المفاوضات.
ويقول مساعدو ترامب إن خطة السلام يمكن نشرها أوائل العام المقبل وعبر الرئيس الأمريكي عن أمله في الاتفاق على حل الدولتين بين الطرفين.
وأكد الجبير أن الرياض لا تزال تدعم حل الدولتين الذي أشارت واشنطن للسعوديين إلى أنه مقترحها الذي تعمل عليه.
وقال الجبير “لم يتضح بعد هل ستكون مقترحات الإدارة مقبولة للطرفين لأنني لا أعتقد أن الخطة التي تعمل عليها الولايات المتحدة اكتملت بعد”.
ونفى الجبير أي علاقات للمملكة مع إسرائيل رغم أنها تشاركها القلق من نفوذ إيران الإقليمي، وأكد وكرر أن الرياض لديها “خارطة طريق” لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل في حال كان هناك اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
وتقول إسرائيل أيضا إنها بانتظار انتهاء واشنطن من وضع خطة سلام.
وقال وزير المخابرات الإسرائيلي إسرائيل كاتس في مقابلة نشرها موقع إيلاف الإخباري الذي يملكه سعوديون أمس الأربعاء “الأمريكيون يعدون خطة للسلام وهم لم يطلعونا على التفاصيل، ولم يتحدثوا عن صفقة العصر، بل سألوا عما يمكن أن نقبله وسألوا الفلسطينيين نفس الشيء وسيطرحون شيئا خلاقا حسب تعبيرهم”.