أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية نتيجة سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

قوة الاستغناء!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 14-12-2017


«وماذا عن قناعتك؟»، كان السؤال الذي وجّه إلي مفاجئاً، فشحذت حواسي وأعدت ترديد السؤال بصوت مسموع، لم أفهم مغزى كلمة «قناعتك»، أهي القناعة التي هي نقيض السخط، وبالتالي فأنا أمام مفهوم فلسفي يمكن أن يُحتسب عليّ كموقف ديني إذا تورطت في أي نوع من الإجابة؟ لأننا تربينا على أن القناعة من الإيمان، وأنها رديف الرضا بقضاء الله وقدره، لذلك تمنيت أن يكون للعبارة معنى آخر، المعنى الموازي للأفكار التي نؤمن بها في حياتنا ونقتنع بقوة حجيتها، أخيراً تنفست الصعداء، إنها القناعات الفكرية فعلاً!

قلت لمحدثي: أفضّل أن أستخدم مصطلح الاستغناء بدل القناعة، فكلمة القناعة تحيلنا إلى الرضوخ السلبي، ولأنها تستقي قوة وجودها من منظور يصعب مناقشته، لكن مبدأ «الاستغناء» يبعدنا عن الحرج ويمنحنا مساحة مناقشة أكثر حرية وبلا أي نوع من الحساسية.

هذه قضية تحتاج إلى نقاش صريح وهادئ معاً، بعيداً عن التطرف وعن المزايدات العلمانية، لأننا بحاجة ماسّة إلى تحرير الخطاب العام والابداعي تحديداً من الاتهامات المجانية بالكفر والشطط لمجرد كلمات أو أسطر يتم تأويلها بشكل خاطئ جداً يضع الروائي أو الشاعر أو الصحفي أو القاص في قفص الاتهام بمعاداة الدين بسبب كلمة أو جملة يتم فهمها وتأويلها خطأ، ما يقاربنا مباشرة من مسألة معاداة السامية التي تشكّل عقبة وقيداً ومأزقاً أمام الحريات في الغرب!

إن المبدع بحاجة إلى أن «يستغني» عما عند غيره، وأن يكتفي بما عنده، ليس تكبراً ولا جهلاً، ولكن امتلاءً واكتفاءً، كي يتفرغ لإبداعه بشكل حقيقي ومحترف، متعالياً على الصراعات والخلافات والتنافسات التافهة التي لا تعود عليه إلا ببعض الاصطفافات المجانية التي تُفقده براءة الموقف وسلامة النية ووضوح الهدف!

الاستغناء قوة، لأن من يستغني يفترض به أن يقبض بقوة على أدواته التي لا يعود مضطراً فيها إلى سؤال أحد، نقصد هنا سؤال الحاجة لا سؤال المعرفة، لأن المبدع يجب ألّا يستغني عن سؤال المعرفة الذي هو سؤال الوعي وسؤال القوة معاً! إذاً فإن على المبدع كذات وككيان أن يشحذ إمكانياته، وينحت مشروعه بدأب في واقعه، ويمعن في الانتماء إلى هذا المشروع، متخلصاً من الثرثرة بلا معنى، ومن الضجيج بلا داعٍ، ومن الرغبات بلا ضرورة. الاستغناء قوة، هذا ما يجب أن يبني عليه المثقف بيت إبداعه القوي!