اتهمت طهران مجلس التعاون الخليجي بالتنصل من واجبه تجاه فلسطين، معتبرة البيان الختامي الصادر عن القمة الأخيرة للمجلس في الكويت، نموذجا "لعدم الإدراك الصحيح لحقائق وأولويات المنطقة".
وقال بهرام قاسمي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في تصريح له، إن البيان الأخير مؤشر على "تجاهل حقائق المنطقة، وغض الطرف عن الحقائق والأولويات في الظروف الحساسة الراهنة من قبل مجلس التعاون الخليجي، ويثبت جيدا عدم فاعلية وعقم هذا المجلس الذي يعاني من خلافات داخلية وسياسات غير واقعية".
وأضاف، أن مجلس التعاون الخليجي و"بدلا من تناول المشاكل الرئيسية في العالم الإسلامي ودعم الشعب الفلسطيني المظلوم" والتصدي للقضية المثيرة للفوضى التي تتمثل في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، "قد تناول فقط قضايا عديمة القيمة في هذا الصدد، وتنصل بوضوح من واجبه الإسلامي والإنساني تجاه فلسطين".
وكان بيان المجلس قد أكد على مواقف دول المجلس الثابتة من القضية الفلسطينية باعتبارها "قضية العرب والمسلمين الأولى"، كما دعا إلى عدم تغيير الوضع القانوني أو السياسي أو الدبلوماسي لمدينة القدس، محذرا من أن أي تغيير في هذا الوضع ستكون تداعياته بالغة الخطورة.
وتضمن البيان انتقادات شديدة اللهجة ضد إيران، حيث أدان مجلس التعاون "جميع الأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران وتدخلاتها المستمرة في الشؤون الداخلية للدول العربية"، وأكد على ضرورة منع إيران من الحصول على سلاح نووي وضرورة إيقاف برنامجها الصاروخي الباليستي والتصدي لأنشطتها لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ودعمها للإرهاب ومكافحة الأنشطة العدوانية لـ(حزب الله) و(الحرس الثوري) و(مليشيات الحوثي) وغيرها من التنظيمات الإرهابية".
ورفض قاسمي ما وصفه بـ"مزاعم لا أساس لها ومزيفة" ضد بلده فيما يتعلق بدعمها الإرهاب، في حين تتولى إيران "دورا محوريا في مكافحة الإرهاب في المنطقة"، على حد تعبيره.
وفي المقابل، اتهم قاسمي مجلس التعاون بأنه غض الطرف عن "الجرائم اليومية التي ترتكبها السعودية وحلفاؤها القلة ضد الشعب اليمني الأعزل".