أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

إدمان

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-12-2017


يحدث أن تجلس مع بعض أصدقائك في أحد المقاهي أو المطاعم، فيطلب أحدكم من النادل أن يحضر له «شيشة»، فيبادره آخر مبدياً امتعاضه: شيشة؟ يردّ الأول ساخراً: نعم شيشة، هل لديك اعتراض؟ لا أستطيع تفويت فرصة تدخين شيشة في مكان كهذا! يبادره الآخر: تعترف بأنك مدمن إذاً؟ يرد «المدمن»: نعم، إن شئت، وكلكم مدمنون، انظر إلى نفسك، فمنذ جلسنا لم تتوقف أصابعك عن العبث بهاتفك، ماذا يمكنك أن تسمي هذا؟ أليس هذا إدماناً؟

تفتح عينيك صباحاً، فتمتد يدك دون تفكير باحثةً تحت الوسائد وعلى الطاولة قرب سريرك، تتساقط الأشياء وتعم الفوضى وأنت تبحث، في حين لم يتخلص جسدك بعد من آثار النوم، لكنك بنصف عين مفتوحة تبحث عن ذاك الهاتف اللعين، فما الذي جعله أول ما تفكر فيه إذ تصحو، وآخر شيء يفارقك قبل أن تأوي إلى النوم مساءً؟ وكأن العالم سينقلب رأساً على عقب، أو كأن الكرة الأرضية قد تتوقف عن الدوران في غياب الهاتف عنا!

الهاتف النقال لم يعد هاتفاً، أصبح وجوداً آخر موازياً ومعادلاً لك، بل تفوق عليك، فلم يعد يصلك بالآخرين عبر محادثات هاتفية أو رسائل قصيرة، تلك وظائف عفى عليها الزمن، فمن ذا يستخدم خاصية الرسائل اليوم؟ ومن لا يزال يدير أرقام أصحابه ليحدثهم، أصبح العالم يتحدث بأصابعه، وليس بلسانه ولا بقلبه؟ يبحث عن أي برنامج مجاني، أي تطبيق ليتواصل افتراضياً، وهكذا يبقى الناس متواصلين طوال النهار دون أن يتحدثوا، ودون أن يروا بعضهم!

هذا الإدمان الذي لا يقل خطراً واستحواذاً على الدماغ وحركة الجسد عن إدمان الشيشة والسجائر والهيروين والكحول، صار كأنه من غير المقبول تخيل عدم وجوده معك، بين يديك، أو قريباً منك، صار وجوده أهم من وجودك ربما، فلا يسأل الناس إذا جلسوا في مقهى عن قائمة الطعام أولاً، بل عن الـ«واي فاي»، ولا يمكن اختيار فندق لقضاء الإجازة إذا لم يكن يوفر هذه الخدمة التي أصبحت موازية للأكسجين!

لم يكن ذلك الصديق مبالغاً حين قال: «كلنا مدمنون»، فالأمر خرج عن سياقاته التقليدية، ودخل طور مخاطر لا تحصى، تجاوز الهاتف دوره، تحوّل إلى تحدٍّ هائل يطول الجسد والروح والعلاقات الاجتماعية وصولاً إلى منظومة القيم، دون أن يعني ذاك أي نكران للفضائل التي يمنحنا إياها، لكننا نتحدث حين يتجاوز الأمر الاعتياد إلى الإدمان!