أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية نتيجة سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

المدن حياة وذاكرة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-11-2017


وما الدنيا سوى مدن تتقاذفنا، ومدن تنغرس في أرواحنا ولا تغادرنا، تسكن ذاكرتنا، وتصير جزءاً من أحلامنا، فإذا أردنا أن نتعرف على الحياة على حقيقتها تذكرنا مدن الشرق القديمة. وإذا أردنا أن نعب الحياة بلا تردد وبلا تنقيب في عروق الأيام الصعبة حضرت بيروت، والقاهرة وبرشلونة وروما. إذا فكرنا في الحنين حضرت جزر اليونان والمتوسط، فيحضر التاريخ ليسر في أذنك أن (أجمل التاريخ كان غداً).

هناك مدن تؤلمنا، تجرح أرواحنا لأنها لملمت أمسها ونبضها دون أن نتمكن من مد أيدينا لنمسها ونلمسها، وإن لأجل الذكرى أو البركة على الأقل : تلك بغداد ودمشق المدينتان اللتان تشكلان غصة المدن في داخلي لأنني لم أرهما رغم تطوافي مدناً بلا حصر.

وفي الحقيقة فإن حياتنا لم تصادرها مدينة بعينها، وذاكرتنا لم تحتكرها مدينة واحدة بما فيها مدينة المولد والنشأة. نحن لسنا أبناء مدينة محددة، نحن أبناء الحياة، والحياة ليست إلا مدناً بلا عدد، نحن أبناء كل مدينة تركنا فيها وقع أقدامنا، بصمات صوتنا، مواعيدنا في المقاهي، ضحكاتنا، لقاءاتنا. ألم تأخذ هذه المدن شيئاً منا؟ ألم تقبض على لحظة حقيقية من عمرنا؟ فكيف لا تكون مدينتنا وإن في تلك اللحظة الخاطفة؟ المدن ليست كالنساء فقط، المدن كالحياة، بل هي الحياة في أعمق معانيها.

ولا يتصور أحدنا أنه إذا أحب مدينة غير مدينة مولده، فكأنه خان مسقط رأسه، تلك سذاجة التأويل وقراءة المعنى، فأنت تحب ما يحقق لك احتياجاتك وأحلامك، وما يأنس له قلبك وتثق فيه روحك وإن ليومٍ واحد. إن مدينة صغيرة تحتفي بفرحك، وتقيم قداس حياة لأجلك لتمنحك متعة الوقت فلا تشعر أقضيت فيها يوماً أم أن ذلك اليوم كان شهراً. هذا التكثيف للوقت يكفي لتحمل هذه المدينة في ذاكرتك ما حييت، وتظل تشاكس من كانوا في معيتك ذلك اليوم: أفعلاً كان ذلك الوقت يوماً؟ أجمل الأيام ما كان ممتلئا بالوقت العميق الذي بلا توقيتات ساذجة، و(أجمل التاريخ كان غداً)!

نحن لا نولد في مدينة واحدة، نحن نولد في كل المدن التي نسكنها، ونحبها، ونثق فيها، ونأمن إليها وفيها، أليس الحب ثقة وأماناً، أليست الولادة فعل حياة بدأ بالحب أساساً، ألم نخلق ونتخلق في لحظة حب؟ فالمدن التي نحبها هي تلك التي منحتنا حق الثقة فيها والاختباء في قلبها بأمان. وماذا نريد في حياتنا أكثر من الحب والأمان.