استهجن السياسي اللبناني وليد جنبلاط، الجمعة، طريقة تعامل "بعض الأوساط السعودية" مع رئيس وزراء بلاده سعد الحريري، في أول اتهام ضمني منه للرياض بالوقوف خلف استقالة الحريري المفاجئة.
وبموازاة انتقاده المفاجئ للسعودية التي طالما ارتبط معها بعلاقات طيبة واستنجد بمساعداتها مرارا وتكرارا، رفض جنبلاط أي "إملاءات" إيرانية.
ويقول مسؤولون لبنانيون إن السعودية وضعت الحريري قيد الإقامة الجبرية في الرياض وأجبرته على إعلان استقالته في الرابع من نوفمبر الجاري. ومع أن السعودية نفت احتجاز الحريري دون إرادته أو إجباره على الاستقالة، إلا أنها لم تقدم أي تفسير أو توضيح لأسباب بقاء الحريري على أراضيها لمدة 17 يوما لم يتمكن خلالها من تقديم استقالته رسميا وخطيا لرئيس الجمهورية ميشال عون.
وأعلن الحريري، وهو حليف للسعودية منذ أمد طويل ويحمل جنسيتها، التريث في تقديم استقالته يوم الأربعاء، بعد ساعات من عودته إلى بيروت عقب تدخل فرنسا.
وكانت استقالة الحريري قد أعادت لبنان إلى واجهة الصراع الإقليمي بين السعودية وإيران الداعمة لحزب الله.
وفي انتقاد علني وزعه مناصفة بين الرياض وطهران، كتب جنبلاط على تويتر يوم الجمعة: "كما استهجن اللبنانيون الطريقة غير المألوفة في التعاطي مع الشيخ سعد من قبل بعض الأوساط السعودية، نرفض هذا الإملاء الإيراني على لسان محمد علي الجعفري قائد الحرس الثوري".. "إن اللبنانيين يملكون الخبرة والدراية الكافية لمعالجة أمورهم عبر الحوار، ولا نريد إملاءات عبر الحدود لصالحهم".
وفي إعلان تعليق استقالته، شدد الحريري على أهمية سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية في إشارة إلى حزب الله الذي يعد دوره العسكري الإقليمي مصدر قلق عميق في السعودية.