أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية نتيجة سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

الأخطاء «الاستراتيجية» السعودية

الكـاتب : أحمد حسن الشرقاوي
تاريخ الخبر: 25-11-2017


لو كنت تسير في صحراء شاسعة بدون بوصلة تحدد لك الاتجاهات، فإنك حتماً هالك، أو على أحسن التقديرات فإن مصيرك سيظل مجهولاً.
إذا اعترفت معي بتلك الحقيقة البسيطة، يمكنك أن تطبقها على معظم البلدان العربية، لتكتشف بمنتهى البساطة أنها فقدت البوصلة، ولم تحدد «الهدف الاستراتيجي».. وتركت نفسها مثل قشة في مهب الريح، تتقاذفها أمواج السياسة العاتية تارة إلى اليمين، وأخرى إلى اليسار، تارة إلى أعلى، وفي الغالب إلى الأسفل.
لقد ارتكبت السعودية ثلاثة أخطاء استراتيجية خلال السنوات الأخيرة: في العراق، وفي اليمن، وفي مصر، وهذه الأخطاء أضرت السعودية ذاتها قبل أن تصيب بأضرارها بقية أطراف المنظومة الإقليمية والعربية.
في العراق، مولت السعودية حرب صدام حسين على إيران لمدة 8 سنوات، ثم انقلبت على العراق ودفعت 30 مليار دولار لأميركا وحلفائها في حرب تحرير الكويت الأولى عام 1991، وفي 2003 رفضت في البداية استخدام قواعدها لضرب العراق وإسقاط صدام، لكنها وافقت في نهاية الأمر، وتم غزو العراق وانهيار البوابة الشرقية للعرب لتقدم الرياض العراق كاملاً على طبق من فضة إلى غريمتها التقليدية: إيران، وتنتهز الأخيرة الفرصة لتتمدد في سوريا وتسعى لاستكمال «هلال النفوذ الإيراني» لتطويق السعودية وجزيرة العرب بالكامل من الناحية الشمالية.
في اليمن:
على مدى عقود، كان رجل السعودية في اليمن هو الديكتاتور «علي عبد الله صالح»، الذي أنقذه الأطباء السعوديون بعد احتراقه في هجوم تفجيري. وكان السعوديون بجانب الإماراتيين هم أول من تواصل مع الحوثيين وشجعوهم للاستيلاء على العاصمة اليمنية صنعاء.
ويقول الكاتب البريطاني ديفيد هيرست: «كانت الخطة تسير في اتجاه إشعال معركة مع التجمع اليمني للإصلاح في اليمن. وسارت النتائج أقصى مما توقعت السعودية، واستولى الحوثيون على صنعاء بالفعل، ومن بعدها عدن. فقط في ذلك الوقت أدركت السعودية خطأها وأنّها قد قدمت فتحاً جديداً لإيران. وحينها لم يكن قد تبقى للرياض الكثير من الخيارات!».
النتيجة كانت حملة قصف سعودي مزقت البلاد، ولم تستطع حتى أن تنجح في استعادة صنعاء، أو أن تمنع الصواريخ من الانطلاق باتجاه جدة أو مكة.!!!
أما في مصر، فقد صرف السعوديون والإماراتيون أكثر من 50 مليار دولار على رجل فشل في تحقيق الاستقرار بمصر، والآن يتودد لإيران. ولم تكن علاقته بالسعودية سوى أنّه يعتبرها مصدراً للحصول على العملة الصعبة. وكان السيسي مترددًا لنحو 3 أشهر في 2013 حول ما إذا كان سيخون رئيسه «محمد مرسي» وينقلب عليه.
وفعل ذلك فقط، وفقاً لهيرست بعد أن حصل على وعد من السعودية بالحصول على 12 مليار دولار من بعض دول الخليج.
رغم ذلك، رفض نظام السيسي تزويد السعودية بجنود من أجل الحرب في اليمن، وصوتت مصر لصالح القرار الروسي في حلب. ودخلت مصر في محادثات سويسرا بطلب من إيران لموازنة الدول المعارضة للنظام السوري، وفتحت خطوط تواصل مع حزب الله والحوثيين، ومؤخراً قامت باستقبال سعد الحريري قبيل عودته لبيروت.
الأخطاء الاستراتيجية للسعودية تعني أنها فقدت بوصلة السياسة، وتتخبط في قراراتها، وآخر مظاهر التخبط -وربما أخطرها- أن بوصلة الشعوب تشير إلى أن الخطر في تل أبيب، بينما ترى السعودية أن تسير في الاتجاه المعاكس صوب طهران!!
والسؤال: إلى أين يقود هذا التخبط الاستراتيجي السعودي بلد الحرمين الشريفين، والمنطقة بأكملها؟!!
الأيام حبلى بأحداث جسام.;