كشف تقرير صحفي عن تعرض 6 من الأمراء السعوديين المعتقلين في فندق "ريتز كارلتون" بالرياض، لتنكيل شديد استدعى نقلهم إلى المستشفى.
وأبرز الأمراء الذين تعرضوا للتعذيب هو الأمير متعب بن عبد الله، الذي كان يعتبر غريماً لولي العهد محمد بن سلمان الذي يقود حملة غير مسبوقة ضد عدد من أبناء عمومته وشخصيات أخرى، لتمكين سيطرته على البلاد، تحت شعار مكافحة الفساد.
وقال الكاتب البريطاني ديفد هيرست، في تقرير خاص نشره موقع "ميدل إيست آي"، إن الأمير متعب (65 عاماً) وزير الحرس الوطني المُقال (ابن الملك الراحل عبد الله)، تعرّض للضرب والتعذيب مع خمسة أمراء آخرين حين اعتقلتهم السلطات واستجوبتهم في الرياض.
ونقل هيرست عن مصادر أن "الأمراء الستّة نقلوا إلى المستشفى خلال الـ24 ساعة التي أعقبت اعتقالهم، وكان أحدهم في حالة صعبة اقتضت نقله إلى وحدة العناية المركزة بالمستشفى".
وقد تعرض الأمراء لضرب شديد، وظهرت على أجسادهم آثار ركلات بأحذية عسكرية، لكن أيا منهم لم يصب بكسور. وقد قيل للعاملين في المستشفى إن إصابات جميع هذه الحالات ناتجة عن "محاولات انتحار".
وبحسب المصادر، التي لم يكشف هيرست عنها، فإن 17 شخصاً على الأقل من مجموع المعتقلين نقلوا إلى المستشفى، وإن كان عدد المعتقلين الذين تعرضوا لمعاملة سيئة أكبر من ذلك.
وطالت الحملة التي يقودها ولي العهد السعودي عشرات من الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال تحت عنوان مكافحة الفساد.
وقال الموقع البريطاني إنه تلقى معلومات بأن السلطات السعودية أقامت وحدات طبية داخل فندق ريتز كارلتون الذي كان مسرحاً لوقائع الضرب حتى لا تضطر إلى نقل المعتقلين إلى المستشفى فيما بعد.
وبالإضافة إلى الريتز كارلتون، تستخدم السلطات فندقين آخرين أماكن لاحتجاز هؤلاء المعتقلين، وأحدهما هو "كورتيارد" الحي الدبلوماسي الذي يقع قبالة الريتز كارلتون، بحسب التقرير.
والريتز كارلتون وكورتيارد تابعان لإدارة سلسلة فنادق ماريوت إنترناشونال، ووفقا لما يظهر في موقعي الفندقين على الإنترنت اليوم، فإن كليهما محجوزان بالكامل ولا يقبلان أي نزلاء حتى نهاية ديسمبر المقبل.
وأكد التقرير أن الأمير عبد العزيز بن فهد (ابن الملك الراحل فهد بن عبد العزيز)، الذي قال إن السلطات اعتقلته بعد موسم الحج الأخير في مطلع سبتمبر الماضي، قد نقل إلى المستشفى بعد قليل من اعتقاله، لكن مصيره لا يزال غامضاً.
من ناحية أخرى، أشار التقرير إلى أن مصدراً أمريكيا كشف له أن ابن سلمان عبّر عن نيته لجمع تريليون دولار من الأمراء ورجال الأعمال الذين اعتقلهم.
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية، الخميس، أن السلطات السعودية عرضت على المعتقلين، ومن بينهم أثرياء كبار مثل الأمير الوليد بن طلال، مقايضة حريتهم بالتنازل عن ما يصل إلى 70 بالمئة من ثروتهم.
ويقول موقع "ميدل إيست آي" إن الاعتقالات والاستجوابات وإساءة المعاملة التي تقع في فنادق مملوكة لمجموعة أمريكية لها سمعة عالمية مثل "ماريوت إنترناشونال" قد أثارت تساؤلات بشأن سماحها باستخدام منشآتها بهذه الطريقة.
وقد طلب الموقع من "ماريوت إنترناشونال" توضيح سياستها بشأن السماح باستخدام منشآتها أماكن احتجاز، وطلب تعقيباً على مزاعم تعذيب المحتجزين.
وقال متحدث باسم "ماريوت إنترناشونال" إن "الريتز كارلتون الرياض وكورتيارد الحي الدبلوماسي "لا يعملان كفندقين تقليديين في الوقت الراهن، ونحن نواصل العمل مع السلطات المحلية بهذا الخصوص".
وأضاف "نحن على اتصال وثيق مع النزلاء والمجموعات التي لها حجوزات حالية، ونتعاون معهم لمساعدتهم بشأن حجوزاتهم والحد من إرباك خطط سفرهم ومناسباتهم"، وفق ترجمة "الخليج أونلاين".