أكدت السلطات اليمنية أن قواتها قضت، صباح الاثنين، على عناصر تنظيم الدولة بمقرّ إدارة المباحث العامة في عدن، بعد قتال دام ساعات، وحرّرت رهائن احتجزهم التنظيم خلال الهجوم.
وذكر بيان صادر عن شرطة عدن، أن "وحدات أمنية تابعة لإدارة أمن عدن تمكّنت من السيطرة على مقرّ إدارة البحث الجنائي، الذي جرى تطهيره، مساء الأحد، من العناصر الإرهابية التي تمركزت في أروقة وغرف تابعة لإدارة البحث، بعد اقتحامه صباحاً".
وقال البيان إن رجال الأمن "أجبروا العناصر الإرهابية على الالتجاء لمبانٍ وملحقات بداخل إدارة البحث، وهناك قام الإرهابيون بإعدام عدد من الموظفين واحتجاز آخرين، بينهم عاملات تنظيف، وكذا سجناء، واتخذوهم دروعاً بشرية؛ الأمر الذي أدى إلى تغيير خطة الهجوم، وتطويق ومحاصرة الموقع المستهدف؛ حفاظاً على أرواح الرهائن".
وأضاف أن الإرهابيين "استغلّوا الموقف وشرعوا بتنفيذ عمليات قنص، سقط على أثرها عدد من أفراد الأمن، مستخدمين المحتجزين رهائن ودروعاً بشرية".
وقالت مصادر أمنية في عدن، لوكالة "فرانس برس"، إن 23 عنصر أمن قُتلوا في العملية، التي انطلقت صباح الأحد، مستهدفة المقرّ الأمني في كبرى مدن الجنوب اليمني، وتبنّاها تنظيم الدولة في بيان له.
وبدأ الهجوم بأن فجّر انتحاري، يقود سيارة مفخّخة، نفسه عند مدخل إدارة المباحث العامة، أعقبه تفجير آخر نفّذه انتحاري ثانٍ بالقرب من موقع التفجير الأول.
وبعد العمليتين الانتحاريتين، تعرّض المبنى لإطلاق نار كثيف من قبل مسلّحين تمركزوا فوق أسطح مبانٍ تقع في محيط مقر إدارة المباحث، وفق المصادر الأمنية.
واستمرّت الاشتباكات ساعاتٍ، ما دفع إدارة أمن عدن إلى إرسال تعزيزات أمنية لتطهير المباني من المسلّحين الذين تمكّنوا من دخول مبنى إدارة المباحث في خضمّ الاشتباكات.
وحاولت القوات الأمنية اقتحام المبنى أكثر من مرة، ومع كل محاولة كان يفجّر انتحاري نفسه، حتى بلغ عدد الانتحاريين الذين فجّروا أنفسهم ثلاثة، آخرهم صباح الاثنين.
وصرّحت المصادر الأمنية: "تم تطهير المبنى والسيطرة عليه وتحرير الرهائن".
وكانت وزارة الداخلية اليمنية قد تحدثت من جهتها، في بيان، عن "معارك متقطّعة بين أبطال الأمن من جهة، والعناصر الإرهابية من جهة أخرى، والذين احتجزوا نزلاء سجن البحث، وحوّلوهم إلى رهائن ودروع بشرية، وهو ما جعل قوات الأمن تتصرّف بحذر، الأمر الذي أدى إلى تأخير قرار الحسم؛ أملاً في استسلام العناصر الإرهابية".
وتابعت أن عناصر التنظيم المتطرّف "أبت الاستسلام، ما دفع الأمن إلى اتخاذ قرار الحسم العسكري"، بحسب "الخليج أونلاين".