كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية عن سعي شركات إسرائيلية للحصول على عقود استثمارية في مدينة "نيوم" الذكية، التي أعلنها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الأسبوع الماضي.
وأشارت الصحيفة في عدد الاثنين، إلى أن تلك الشركات تتفاوض للحصول على عقود بقيمة مليار دولار في هذا المشروع السعودي.
وقالت: "إن المدينة الاستثمارية الجديدة التي أُعلن عنها تقع على بُعد بضعة كيلومترات من ميناء إيلات (أقصى جنوبي الأراضي الفلسطينية المحتلة)، وإن الشركات الإسرائيلية بدأت تتحدث لجمهورها عن استثمارات فيها، وهي تشكل ضربة للجامعة العربية، التي تقاطع دولة إسرائيل منذ عقود طويلة".
ومشروع المدينة يقع ضمن أراضٍ داخل الحدود المصرية والأردنية، وعلى تماس مع ميناء "إيلات" الإسرائيلي على خليج العقبة، وعلى تماس مع السعودية بشكل مباشر؛ لكون الخليج ينتهي بجزيرتي تيران وصنافير، اللتين أصبحتا ضمن السيادة السعودية، العام الماضي.
وسوف تستضيف المدينة الذكية شركات تكنولوجية فائقة، إضافة إلى ميادين استثمارية أخرى، من ضمنها الطاقة الشمسية والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا الروبوتات والغذاء، حيث تعتبر الشركات الإسرائيلية الأكثر نشاطاً بالمنطقة في تلك الميادين.
وتشير الصحيفة إلى أنه و"بسبب حساسية الموضوع، فإنه لا يمكن أن تذهب الاستثمارات مباشرةً لشركة إسرائيلية"، معتبرةً أن "السعوديين ليسوا على استعداد حتى للتعاون مع الإسرائيليين رسمياً".
واستدركت الصحيفة العبرية، نقلاً عن مصدر إسرائيلي (لم تسمّه): "لكن عندما يأتي رأس المال الثابت إلى القطاع الخاص، فإنه سيكون من السهل إنشاء نوع من التعاون، خاصة في مجال التكنولوجيا الحديثة".
وكشفت لأول مرة عن وجود مراسلات بين دبلوماسيين عرب ورجال أعمال إسرائيليين، ركزت على طبيعة التعاون الاقتصادي، وأن هذه المراسلات نجحت في بيع شركات إسرائيلية منتجاتها من أدوات الأمن الحاسوبي للحكومة السعودية.
وبحسب المصدر ذاته، فإنه من الممكن أن تبدأ لاحقاً الشركات الإسرائيلية التعاون العلني في مشروع "نيوم"، مع السعودية والأردن ومصر، خاصةً إذا نجحت في تحقيق هذا عن طريق شخصيات فلسطينية".
واختار بن سلمان، كلاوس كلينفيلد (رئيس سابق لعدد من الشركات، من بينها شركة سيمنس الألمانية)، رئيساً تنفيذاً للمدينة المستقبلية.
وسيكون موقع المشروع في المنطقة المتاخمة للبحر الأحمر وخليج العقبة وعلى مقربة من قناة السويس، وسيحتاج مليارات الدولارات للاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة والروبوتات، ما يعني أن الحكومة السعودية بحاجة إلى خبرة تكنولوجية.
وبحسب الصحيفة، فإنه قد يكون من المستحيل الاعتماد على الشركات المحلية السعودية في الجانب التكنولوجي، ما سيمنح الشركات الإسرائيلية أفضلية.
وتنقل الصحيفة عن مصادر إسرائيلية قولها: إنه "ربما أراد المشروع إعطاء فرصة للإسرائيليين للتعاون الاقتصادي الإقليمي، ما يعني أنه سيكون أكبر محرك للتغيير في المنطقة".
وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قد كشف عن مشروع مدينة المستقبل "نيوم" ضمن فعاليات منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" بالرياض.
وتبلغ قيمة الاستثمارات في المدينة الذكية 500 مليار دولار، ستقام على مساحة 26 ألفاً و500 كيلومتر مربع، وتمتد إلى أراضي الأردن ومصر.
وتقع "نيوم" شمال غربي المملكة، على مساحة إجمالية تصل إلى 26.500 كم2، وتسعى السعودية من خلال هذا المشروع لتصبح محوراً يجمع أفضل العقول والشركات معاً؛ لتخطّي حدود الابتكار إلى أعلى مستويات الحضارة الإنسانية، بحسب "الخليج أونلاين".