قال الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي إنه "لا توجد حياة سياسية" في السعودية، داعياً إلى مشاركة جميع قطاعات المجتمع في الإصلاح.
وفي جوابه عن سؤال في مقابلة مع قناة سي إن إن حول منعه من الكتابة بعد تحذيره من تقرّب السعودية بشدة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال خاشقجي، المقيم في واشنطن حالياً: "تلقيت اتصالاً هاتفياً يأمرني بالصمت دون حكم قضائي، من شخص في الديوان الملكي، مسؤول مقرّب من القيادة يأمرني بالصمت. هذا جعلني أشعر بالإهانة. وهذا ما يمكن أن يحدث لأي سعودي آخر".
وأضاف: "أعرف الكثير من السعوديين الذين ذهبوا إلى أمن الدولة قبل اعتقالهم ووقعوا تعهدات بعدم معارضة الحكومة. هذه ليست السعودية التي يجب أن يسعى إليها، يجب أن يسعى إلى سعودية شاملة. لا يجب أن نتخلص من السلفية الراديكالية لنثير إعجاب الليبرالية الراديكالية أو مهما كان اسمها. الإصلاح هو أمر يجب أن تشارك فيه كل قطاعات المجتمع".
وعما إذا كان قد قرر مغادرة المملكة تجنباً للوقوع في مشكلة، قال خاشقجي: "بالضبط، وهذا هو سبب مغادرتي. ولسوء الحظ، بعد ذلك بشهر، قابلت صديقاً هنا في واشنطن، عصام الزامل، وبعد يومين من عودته إلى السعودية تم القبض عليه، وهذا أكد قلقي، ولكن ما زلت أقول إننا لا نحتاج ذلك في السعودية. ليس أنا وليس عصام الزامل وليس سلمان العودة وليس أي شخص من السعوديين السبعين الذي جرى اعتقالهم خلال الأسابيع الستة الأخيرة".
وبسؤاله عن سبب حدوث ذلك طالما أنه يرى أن السلطات السعودية تتمتع بدعم للإصلاحات، قال خاشقجي: "ليس لديّ إجابة جيدة على ذلك. لا أعلم، ربما لاحقاً تخرج العديد من نظريات المؤامرة، لكن نرى أن المعتقلين السبعين يأتون من اتجاهات مختلفة ولا ينتمون إلى منظمة واحدة".
وأضاف: "ليس لدينا بالفعل حياة سياسية في السعودية، الأحزاب ممنوعة، والمنظمات غير مسموح بها، لذلك ليس لديّ إجابة جيدة فعلاً".
وتابع بالقول: "الشيء المشترك الوحيد بين هؤلاء الأشخاص هو أنهم مستقلون، ويعبرون عن قلقهم من قضية أو أخرى، لكن هذا هو الطبيعي في أي مجتمع حر. يجب السماح للناس بالتعبير عن قلقهم ووجهات نظرهم بشأن أي قضية سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية طالما أنهم لا يدعمون العنف ولا يدعون للعنف".
وكان خاشقجي أعلن عودته للكتابة والتغريد، في (13|8) الماضي، بعد توقفه في نوفمبرعام 2016.
وأثار توقف الإعلامي السعودي آنذاك علامات استفهام بين عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد معلومات غير مؤكدة تم تداولها حول منعه من الكتابة أو الظهور في المحطات الفضائية.
وكان مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية قد أكد، في بيان، في 18 نوفمبر 2016، أن الكاتب "لا يمثل المملكة بأي صفة، وما يعبر عنه من آراء تعد شخصية ولا تمثل مواقف حكومة السعودية بأي شكل من الأشكال".