أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية نتيجة سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

لا تسرع.. أريد أن أراك

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-10-2017


في مجتمعات اليوم بشكل عام، لم يعد التباطؤ محموداً تماماً، صار يُنظر إلى الشخص أو المؤسسة التي لا تجري بأقصى كفاءتها في مضمار التنافس في الأسواق وفي مجال الخدمات على أنها خارج الزمن، وربما خارج الحياة، بناءً على تعبير جازم استخدمه كلاوس شواب، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، قال فيه: «إننا ننتقل من عالم يأكل الكبير فيه الصغير، إلى عالم يأكل السريع فيه البطيء، إنه عالم اليوم، حيث تسود عبادة السرعة في كل مكان!».

لطالما اعتُبر الاجتهاد والمثابرة علامتين محمودتين تدلان على عظمة النفس التي تسعى إلى الأفضل والأعلى، وهي حقيقة لا جدال فيها، لأن الكسل واللامبالاة يعنيان الخمول وضعة النفس، مع ذلك فإن الأمور خرجت من حدودها المعقولة والمقبولة، وصارت السرعة والعمل لدرجة الإدمان وسواساً حقيقياً يسيطر على الجميع، صار المبدأ السائد هو البقاء للأسرع وليس للأصلح، وهو مبدأ لن يتحوّل إلى قاعدة، وإن حصل فستكون قاعدة خالية من الحكمة ومنافية للشرط الإنساني!

في اليابان، يطلقون مصطلح «كاروشي» على ظاهرة الموت من الإفراط في العمل، هناك كثيرون وكثيرات يتنازلون عن إجازاتهم الضرورية، ويتوجهون إلى العمل في ذروة وقوعهم تحت وطأة المرض، متجاوزين إرهاقهم وانهياراتهم بالكثير من المضادات الحيوية وحقن المقويات والفيتامينات وبدائل الطاقة، وهناك من تمجّدهم شركاتهم لأنهم يعملون ما يقارب 90 ساعةً أسبوعياً، ويدرّون أرباحاً خيالية على خزائن شركات الأسهم، لكن الضريبة كانت موت الكثيرين في سن لا تتجاوز 26 عاماً!

كتاب «في مديح البطء»، يحاول فيه مؤلفه كارل أونوريه أن يُعلي نداء الدعوة إلى البطء ضد السرعة، البطء حين يكون ضرورياً وماسّاً، ليس الأمر حرباً ضد السرعة، فالسرعة قد ساعدتنا على إعادة تشكيل حياتنا بشكل أفضل بخدمة الإنترنت السريع، والطائرات، والقطارات السريعة، والخدمات البعيدة عن إرباك البيروقراطية، ومع ذلك أصبح العالم يعبد السرعة، ويلجأ إليها حلاً أو إدماناً مدمراً!

العمل بلا إجازات لحصد المزيد من الأرباح، عمليات شفط الدهون بوصفها حلاً سريعاً يقابل بطء الريجيم، الوجبات السريعة القاتلة، لا تقرأ لأنه لا وقت للقراءة، تواصل بـ«سكايب» لأنه لا وقت للزيارات والعواطف... و و و و، لا تضيع وقتك مع أصدقائك، فالوقت هو المال.. في الحقيقة هناك أمور كثيرة في الحياة يجب أن تحصل ببطء، لأنه لا ينفع أن تحدث بسرعة!