أعلن عيدروس الزبيدي، رئيس ما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي يدعو لانفصال جنوب اليمن عن شماله، السبت، عن تأسيس المجلس ما أسماه "الجمعية الوطنية العمومية" في المحافظات الجنوبية (بمثابة برلمان لتلك المحافظات)، التي ستضم 303 أعضاء.
جاء ذلك في كلمة للزبيدي خلال مهرجان نظمه المجلس بمدينة المعلا التابعة لمحافظة عدن، جنوبي البلاد، بمناسبة الذكرى الـ54 لثورة 14 أكتوبر 1963 ضد الاستعمار البريطاني لجنوبي اليمن.
وأوضح الزبيدي، الذي يحظى بدعم إماراتي واسع، أن تلك الجمعية ستعد بمثابة "برلمان للمحافظات الجنوبية (في إشارة لمحافظات عدن، لحج، أبين، الضالع، شبوه، حضرموت، المهرة، سقطرى، وذلك من إجمالي 22 محافظة بالبلاد)".
وحسب مراقبين، فإن الإعلان عن الجمعية، يعد بمثابة خطوة تصعيدية من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي، ضد الحكومة الشرعية التي تتخذ من عدن مقرا لها، وتصر على وحدة اليمن.
وكان الزبيدي، ذكر في حوار تلفزيوني أجرته معه قناة "الغد المشرق" المحلية اليمنية، الجمعة، أن المجلس الذي يرأسه "بصدد إجراء استفتاء شعبي في المحافظات الجنوبية على الوحدة اليمنية"، دون تفاصيل عن موعد وآلية إجرائه.
وتشهد عدن توتراً سياسياً كبيراً؛ على خلفية اتهام المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يرأسه الزبيدي، للحكومة اليمنية بالفشل، تزامناً مع دعوة كل من الطرفين أنصارهما للاحتشاد، عصر السبت، للاحتفاء بذكرى ثورة 14 أكتوبر.
واندمج شمال اليمن وجنوبه في دولة الوحدة عام 1990، غير أن خلافات بين قيادات الائتلاف الحاكم وشكاوى قوى جنوبية من "التهميش" و"الإقصاء" أدت إلى إعلان الحرب الأهلية، التي استمرت قرابة شهرين في 1994، وعلى وقعها ما تزال قوى جنوبية تطالب بالانفصال مجددًا وتطلق على نفسها "الحراك الجنوبي".
وفضلاً عن دعوات الانفصال الجنوبية، ونشاط تنظيم القاعدة، تدور في اليمن، منذ أكثر من 30 شهراً، حرب تسبّبت في تردّي الأوضاع المعيشية في البلد الفقير؛ بين القوات الحكومة اليمنية مدعومة من التحالف العربي، بقيادة الرياض من جهة، ومليشيا "الحوثي" والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى.