تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الحرب التي يواصل التحالف العربي بقيادة السعودية شنها على اليمن منذ أبريل 2015، وما ينتج عنها من مآس وكوارث إنسانية، ووصفتها بغير الشرعية، ودعت إلى إيقافها.
وقالت الصحيفة -عبر مقال اشترك في كتابته كل من رو خانا ومارك بوكان ووولتر جونز- إن أكثر من سبعة ملايين من المدنيين اليمنيين على حافة المجاعة جراء هذه الحرب المستعرة ضد مناطق سكنهم في أنحاء اليمن المختلفة.
وأضافت: تخيلوا أن جميع سكان ولاية واشنطن البالغ عددهم 7.3 ملايين نسمة اقتربوا من أن يتضوروا جوعا، وذلك في ظل تعرض ميناء مدينة سياتل الساحلية للحصار، مما يجعلها غير قادرة على استقبال وتوزيع الأغذية والمساعدات العالقة.
وقالت إن هذا هو الكابوس الذي يتعرض له اليمنيون في أفقر دولة في الشرق الأوسط، وذلك على أيدي أغنى دولة في المنطقة ممثلة في السعودية، التي تلقى دعما عسكريا متواصلا من الولايات المتحدة دون أن يأذن بها الكونغرس الأميركي، مما يعد انتهاكا للدستور الأميركي.
حملة وحشية
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة تشارك التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات في حملة عسكرية وحشية على اليمن منذ نحو ثلاث سنوات، وأنها تقوم ببيع الصواريخ والطائرات الحربية للسعودية.
وأضافت أن الولايات المتحدة تسهم في تقديم الدعم اللوجستي وتزويد الوقود في الجو للطائرات السعودية والإماراتية التي تقوم بضربات عشوائية في اليمن، مما يجعلها السبب الرئيسي في وقوع الإصابات بين المدنيين، وقالت إن التحالف العربي بقيادة السعودية يتعمد حصار وتجويع الملايين من اليمنيين كتكتيك شرير من تكتيكات الحرب.
وقالت إن الحرب على اليمن تعد أمرا مرعبا، وأشارت إلى مشروع القرار الذي تقدم به نواب من الحزبين إلى الكونغرس من أجل سحب القوات الأميركية من هذه الحرب غير الدستورية، وذلك من أجل وقف معاناة اليمنيين الذين يتضورون جوعا ويقتربون من حافة مجاعة كبرى قاسية.
وأضافت أنه لا يمكن لحملة التحالف العربي الذي تقوده السعودية في الحرب على اليمن من أن تستمر لولا وجود الدعم الأميركي ولولا وجود الطائرات الأميركية التي تزود طائرات التحالف بالوقود.
وتحدثت الصحيفة عن صلاحيات الكونغرس الأميركي في شن الحروب ووقفها، وفي قدرته على منع الرئيس من مواصلة الحروب غير المصرح بها، خاصة التي لا تشكل تهديدا مباشرا للأمة الأميركية.
وأشارت إلى التحذيرات الأممية إزاء هذه الحرب الكارثية على اليمن، التي تتسبب في أكبر أزمة إنسانية في العالم، وسط تعرض أكثر من مليون طفل يمني إلى سوء التغذية، ولخطر الإصابة بداء الكوليرا المتفشي في أنحاء متفرقة من البلاد.
وقالت إنه إذا تم عرض هذه الحقائق المريرة بشأن الحرب على اليمن على الأمة الأميركية، فإن الأميركيين سيعارضون استخدام أموالهم الضريبية في قصف المدنيين وتجويعهم من أجل تعزيز الأهداف الإقليمية للسعودية.