غصت مواقع التواصل الاجتماعي بالاستهجان والانتقادات غير المسبوقة للاحتفال باليوم الوطني السعودي، الذي عاشته المملكة يوم السبت (23|9)، وكأن المملكة كانت محتلة وخرجت من الاحتلال يوم السبت الماضي فقط، رغم أن هذه هي الذكرى 87 لتوحيد أقاليم البلاد، تحت اسم المملكة العربية السعودية.
فقد تصدر وسم #الوطنيه_ليست_بالمعاصي الرقم الأول سعوديا والخامس عالميا لشدة تداوله. وذلك اعتراضا على نزول الشباب والفتيات الى الشوارع في العاصمة الرياض، وغيرها من المدن والرقص واللهو فيها حتى وقت متأخر ليلا، في صورة لم تعتدها البلاد في تاريخها. وأرجع بعضهم السبب لسماح هيئة الترفيه للمرأة بالمشاركة، وعدم الفصل بين الذكور والإناث.
وعرض كثير من هؤلاء المنتقدين السعوديين صوّرا عبر “سناب شات” لمقاطع فيديو، تم تداولها من قبل الآلاف على تويتر، منتقدين فكرة الاختلاط والأغاني والرقص وسط الشوارع، حيث قال بعضهم “لا أصدق أن ما أراه يحصل في المملكة”!
وشهدت مدن ومناطق السعودية المختلفة احتفالات وفعاليات على جميع الأصعدة، الفنية والاجتماعية والثقافية والرياضة، حيث تزينت الشوارع والمنازل باللون الأخضر وبصور الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
كما أنه سمح للمرأة، للمرة الأولى في التاريخ، بدخول الاستادات الرياضية والاحتفال والاختلاط، في المملكة المتشددة، والتي تعتبر هذه الفعاليات "كفرا وجهرا بالمعاصي".
ويرى مراقبون أن هذا الاختلاط والنشاطات الفنية في بلاد لا تسمح بالسينما أو بالنشاطات الفنية المختلطة مرده الى تراجع سطوة قوات المطاوعة (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، التي تعرضت لتحجيم دورها مؤخرا والحاقها بقوى الأمن والشرطة، وتفكيكها من كونها قوة منفصلة بحد ذاتها وتعمل بحرية مطلقة وبمعزل عن قوى الأمن.
وتداول آخرون صورة عن تصريح سابق من هيئة الترفيه، بأن جميع فعالياتها ستكون “وفق الشريعة والضوابط الإسلامية”، متسائلين أين كانت الضوابط مساء السبت؟
وقال شاب في مقطع مصور، لم يتجاوز الدقيقتين “لم أصدق قبل ذلك دولة تحتفل بيومها الوطني بهذه الطريقة، رقص ودي جي ووين؟ في شارع التحلية!”.
وختم الشاب مقطع الفيديو باعتباره ذلك تسيّباً، الأمر الذي أيّده فيه الكثيرون، حيث قال البعض إن هذه ليست الطريقة الصحيحة للتعبير عن حب الوطن.