"إذا كان الصراع السوري معقدا فإن الصراع في اليمن مبهم وغير مفهوم كليا"، هذا ما يراه الزعيم القبلي اليمني عبد الكريم المقدشي الذي يعمل جاهدا على إقناع الأوروبيين بأن مفتاح الحل في الوساطات القبلية.
ويرجع المقدشي في تصريحات نقلتها عنه محررة شؤون الشرق الأوسط بصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية هلال كودماني، مصائب بلاده إلى "جهل جميع القوى الإقليمية والدولية بكيفية سير المجتمع اليمني".
ويرى أن إشراك القبائل اليمنية ذات النفوذ في البحث عن نهاية لهذه الحرب الأهلية التي أودت بحياة أكثر من 8400 شخص منذ عام 2014، يمكنه أن يجعل حدا لهذا الصراع الدامي أكثر من أي مفاوضات أخرى ترعاها الأمم المتحدة.
وأكد المقدشي أن الصراع في اليمن "ليس حربا أهلية ولا مواجهة بين السنة والشيعة"، بل هو -حسب رأيه- صراع بين زعماء قبائل أيدوا هذا الطرف أو ذاك دون أن تكون لهم أيدولوجية أو انصياع لمرجعية معينة.
وبما أن تلك القبائل النافذة تمثل 80% من سكان اليمن فإن المقدشي يرى أنها يمكن أن تكسر الجمود الذي تعاني منه هذه الأزمة.
وساطات ناجحة
وضرب المقدشي مثالا على نفوذ القبائل بالوساطات الناجحة التي قامت بها بعض القبائل في السنوات الأخيرة بما فيها تلك التي تمت مع تنظيم القاعدة، إذ تفاجأ اليمنيون عام 2012 بإعلان أحد زعماء القبائل المحليين إمارة إسلامية في منطقة البيضاء، لكنه عاد في إعلانه بعدما أمهلته القبائل يومين تشاور خلالهما مع قادة القاعدة فقبلوا طلبه، لأنه حتى "تنظيم القاعدة يحرص على تجنب استفزاز القبائل وسكان المناطق الخاضعة لسيطرته".
وهذه التجارب الناجحة هي التي دفعت قرابة ثلاثين زعيما قبليا يمنيا للتوجه إلى العاصمة البلجيكية بروكسل قبل أيام للتباحث مع المسؤولين الأوروبيين المعنيين بالأزمة اليمنية، ضمن مبادرة من الفاعلين أنفسهم خلال لقاء لهم مع سفيرة الاتحاد الأوروبي في اليمن آنتونيا كفالو خلال زيارتها الأولى إلى صنعاء أواخر أغسطس الماضي.