لم تتوقف مليشيا الحوثي عند تجنيد الأطفال اليمنيين دون سن 18 عاما، بل تجاوزت ذلك إلى تجنيد مراهقين أفارقة من اللاجئين الذين اضطرتهم معاناة الحروب في بلدانهم للفرار إلى اليمن.
وفيما يبدو كاعتراف بتجنيد لاجئين أفارقة، نشرت مؤخرا صورة مراهق صومالي لقي حتفه في سبتمبر 2016 وهو يقاتل في صفوف المليشيات الحوثية في جبهة الحدود اليمنية السعودية.
وتداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي صورة نعي الحوثيين لفتى صومالي وهو يرتدي الزي العسكري ويحمل السلاح، وهو يدعى عبد الفتاح شيخ علي، مبرزين صورته مع شعارهم "الصرخة".
وجاء نشر الصورة كعادة الحوثيين في نعي قتلاها الذين يسقطون في جبهات القتال، حيث توضح اسمه ولقبه ومكان وزمان مقتله، وتضع على الصورة شعارها وهو الموت لإسرائيل وأميركا.
مرتزقة أفارقة
وكان الجيش الوطني اليمني أعلن مرارا مقتل مرتزقة أفارقة وهم يقاتلون في صفوف مليشيا الحوثيين، وأسر العشرات منهم، كما قبض على عشرات الأطفال وهم يقاتلون مع الحوثيين في عدن أو تعز ومأرب والجوف وغيرها من جبهات الداخل.
وكانت الحكومة اليمنية الشرعية أكدت وجود أدلة جديدة تثبت تورط مليشيا الحوثي في "تجنيد لاجئين أفارقة"، كما ذكرت أنها تجهز ملفا متكاملا يثبت تورط المليشيا الانقلابية المرتبطة بالنظام الإيراني في تجنيد أجانب لقتال قوات الشرعية.
ويتدفق آلاف اللاجئين الأفارقة من الصومال وإثيوبيا تحديدا إلى اليمن رغم حالة الحرب التي تشهدها منذ أكثر من عامين. وتُتهم مليشيا الحوثيين بتجنيد بعضهم كمرتزقة للقتال ضد القوات اليمنية وقوات التحالف العربي خصوصا القوات السعودية في جبهة حدود اليمن مع السعودية.
ولا يخجل قادة جماعة الحوثي من أخذ الأطفال إلى جبهات الحرب، بل يتفاخرون بنشر صور القتلى منهم، حتى إن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي دعا في آخر خطاب له الخميس الماضي إلى "إعادة التجنيد الإجباري على جميع خريجي الثانوية العامة لرفد جبهات القتال ضد العدوان".
ورأى مراقبون أن الحوثيين يعملون على تجنيد صغار السن وخاصة من خريجي الثانوية، وغالبيتهم دون سن 18 عاما، تحت غطاء ما تسميه "التجنيد الاجباري"، وذلك لنقص أعداد مقاتليهم المدربين في معاركهم مع قوات الجيش الوطني اليمني.