شجبت صحف غربية وعربية بشكل لاذع السعودية إزاء انتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان، وبينما وصفت صحيفة أميركية هذه الممارسات بالهمجية والبربرية، انتقدت أخرى بريطانية موقف رئيسة الوزراء تيريزا ماي السلبي إزاءها.
فقد قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إنه يجب على السعودية أن تفعل شيئا إزاء ممارساتها "البربرية" في مجال حقوق الإنسان، وأضافت في افتتاحيتها أن التغيير الذي وعد به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد يستغرق وقتا طويلا في مملكة يحدث فيها التغيير ببطء شديد.
وأضافت أن السعودية "غارقة في عصور مظلمة حيث تداس فيها حقوق الإنسان وتُسحق حرية التعبير"، وكل ذلك تزامنا مع طموحات لإنشاء دولة مزدهرة وحديثة.
ووصفت الصحيفة ما يجري في السعودية من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان بأنه يدل على "التخلف"، وقالت في افتتاحيتها إن 14 رجلا سعوديا، جميعهم من الأقلية الشيعية يواجهون حكم الإعدام في بلادهم، وذلك بتهم تنظيم الاحتجاجات في المملكة.
تعذيب وهمجية
لكن الصحيفة أشارت إلى أن اعترافاتهم بالإرهاب إنما انتزعت منهم تحت التعذيب، وذلك حسب تقاريرِ منظمات حقوق الإنسان.
وقالت واشنطن بوست إنه إذا كان القادة السعوديون يريدون حقا تبني الحداثة، فيمكنهم البدء بإلغاء أحكام الإعدام "الهمجية المفروضة على 14 رجلا شيعيا، كل ذنبهم أنهم متهمون بالمشاركة في مظاهرات احتجاج شهدتها البلاد".
في السياق، تساءلت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية: أين هي إدانة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لاعتزام السعودية إعدام 14 شابا تظاهروا ضد العائلة المالكة في احتجاجات تحولت إلى عنف؟
وقالت الصحيفة إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو ما يتمثل في أنه يرجح أن الشرطة البريطانية نفسها ساعدت بشكل مباشر في اعتقال الشباب السعوديين المحتجين.
السعودية والإعدام
ونقلت الصحيفة عن جمعية ريبريف لحقوق الإنسان تحذيرها من أن ضباطا بريطانيين كانوا دربوا الشرطة السعودية، وأنهم زودوها بمهارات يمكن استخدامها "لتحديد هوية الأفراد" الذين قد يتعرضون لاحقا للتعذيب أو انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان.
وأضافت الصحيفة أنه في معظم البلدان، قد يتكبد المرء غرامة مالية بسبب تنظيم مظاهرة غير قانونية في فيسبوك، وقد يتعرض لعقوبة بالسجن لفترة قصيرة.
لكن مكانا واحدا في العالم يمكن للشخص المتهم بتنظيم مظاهرة فيه أن يعاقب بالإعدام، وهذا المكان هو السعودية.
من جانبها قالت صحيفة الشرق القطرية إنه ليس هناك من نموذج أسوأ لانتهاكات حقوق الانسان، أكثر مما يجري في دول الحصار الأربع، ممثلة في السعودية والإمارات والبحرين، بالإضافة إلى مصر.
وأوضحت أنه لا يكاد يصدر تقرير من أي منظمة حقوقية من المنظمات ذات الثقل، إلا وخصّصت فيه فصولا للانتهاكات المروّعة لحقوق الانسان التي تحدث في هذه البلدان.
وأضافت أنه ما من دول تسيء استخدام مصطلح "الإرهاب" لقمع معارضيها مثلما تفعل هذه الدول، فالرياض مثلا لديها لائحة سوداءُ خاصة لا علاقة لها بالأمم المتحدة تُدرِج فيها من تشاء من معارضيها في قائمة الإرهاب.
وقالت إنه بينما "تشن أبوظبي حربها الخاصة ضد الإسلاميين المعتدلين تحت غطاء الإرهاب"، فإنه لا أحد يمكنه أن يجاري القاهرة في القتل الجماعي وفي تصفية المعارضين، وأما في المنامة، فيبقى التمييز والإبعاد القسري والتجريد من الجنسية، أبرز سمة بسجلها الأسود في هذا السياق، على حد تعبيرها.