أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

«ليتك لم تعد!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 27-07-2017


للذاكرة طقوسها العجيبة؛ فهي كما أنها لم تعد تسعفك في تذكر وجوه أو أسماء من قابلتهم منذ أيام عدة فقط، وتضعك في حرج التبسم والانشراح والدخول في موضوعات عامة، وأنت تحاول جاهداً تذكر المكان والحوار الذي رأيت فيه هذا الوجه، كي لا تسقط في فخ عدم المعرفة وعدم الاهتمام؛ وبالتالي فأنت عميل لقوى الشر، التي تريد النيل من المكتسبات الحضارية، هي ذاتها تلك الذاكرة، التي تحتفظ - بشكل رائع - بالوجوه القديمة، بل وتجعلك تميزها من بين مئات الآلاف من الوجوه، حتى إذا فعل الزمن فعلته بها.. هذا الوجه هو النسخة الحديثة (وليست بالحديثة) من وجه ذاك الطفل.. طريقة سماوية ما!

وليس هناك ما هو أسعد عندي من رؤية وجه قديم.. قديم جداً، وجه من أيام ما قبل الطفرة، التي أصبحت (طفرة) فعلاً لشدة ما عملته في قلوب ونفسيات المجتمع، وجه يحمل معه كل دلالات تلك الأيام الجميلة، نومة السطح.. حمل «المصجبة» دون خوف من سؤال.. وجود فسحة حقيقية لوضع خيمة رمضانية دون أن تعيق المرور.. الخروج بـ10 دراهم بتوكل حقيقي بأنها ستكفي وربما ستزيد.. النظر بفخر لشعار النادي الذي تحبه، والذي كان ذات يوم يتصدر الترتيب العام.. إمكانية الوصول إلى دبي بثلاثة دراهم والعودة بأربعة.. وجوه تلك الأيام لا تنسى!

حينما تعانق وجهاً من تلك الحقبة؛ فأنت لا تعانقه هو حقيقة، لكنك تعانق نفسك في تلك الأيام، تعانق نفسك التي لم تعد تعرفها، أين ذلك الذي كنته أنت؟ ماذا دهاك؟

وبالمثل.. فإن الكثير ممن تلتقي معهم تلتقي معهم وأنت تحمل تلك الذكرى، ذكراهم فيك.. أو ذكراك فيهم، لهذا أيضاً فإن أسوأ ما يمكن أن يصيبك نفسياً هو أن تكتشف كم تغيروا؟ فتنطفئ السعادة بسرعة كما اشتعلت.

يعود الطفل القديم إلى عالمه، فيتخيل أنه سيجدهم كما تركهم.. سيجد الأرواح الطاهرة نفسها، الضحكات من القلب نفسها، الشخصيات نفسها التي لا تعرف الخبث ولا الحسابات المعقدة؛ تلك الشخوص التي كنت تعرف أنها غاضبة منك، حينما تصل إلى دائرة قطرها ثمانية أمتار مركزها هم! لأنهم لم يكونوا يعكسون ما لا يبطنون.. وغضبتهم تنعكس ملامح في وجوههم، لا خناجر في ظهرك!

لكن الحقيقة هي أن الذاكرة إن لم تخن فالواقع يخون، ستجد أن كل شيء تغير حتى أرواحهم.. وحديثهم.. ومجالسهم.. نصيحتي لك: إذا كنت تحب ذكرياتك لدرجة القداسة فلا تقترب منها، اتركها كما كانت حين الفراق؛ لأن اقترابك من وجوه الماضي سيصدمك بمدى تغيرها، وسيجعلك تتمتم في وجه صديقك القديم: ليتك لم تعد!