أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

شكراً .. لا أريد أن أقرأ!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 20-06-2017


بعد مضي سنوات طويلة على ذلك الموقف، تذكرت فجأة لماذا لم تحاول زميلتي فترة الدراسة الجامعية في مدينة العين، أن تقرأ تلك الكتب الصغيرة البسيطة التي انتقيتها لها بناء على طلبها، كانت فتاة محبة للحياة والتأنق، كانت زينتها وثيابها أكثر ما تهتم به كأي فتاة في ذلك العمر، لقد فاجأتني ذات مساء حين طلبت مني أن أختار لها بعض الكتب البسيطة لأنها قررت أن تبدأ مشروع القراءة والتثقف بحسب تعبيرها!

ما حدث هو أنني أحضرت لها الكتب التي طلبتها، وأنا فخورة بمشروعها المباغت، وحين أعطيتها الكتب اتفقنا على أن تنهي كل كتاب خلال أسبوع (لم يتجاوز كل كتاب الـ70 صفحة ربما) لكن المفاجأة الأكبر أنه وبعد مضي أسبوعين، دخلت عليَّ تلك الزميلة غرفتي، وضعت الكتابين على الطاولة، قالت جملة واحدة: «لقد غيرت رأيي لا أريد أن أقرأ، لم أستطع أن أحب القراءة» ثم خرجت !

إن تلك العبارة التي كتبتها الكاتبة والناقدة الأميركية ويندي ليسر هو تحديداً ما جعلني أتذكر حكاية زميلتي والكتب، لقد كتبت ليسر، في مقدمة كتابها «لماذا أقرأ: المتعة الحقيقية للكتب» ما يلي: «يمكن أنْ تقودك القراءةُ إلى الملل أو السموِّ، الغضب أو الحماس، الاكتئاب أو المرح، التعاطف أو الازدراء، وهذا يتوقف على طبيعتك، وكيف يشكل الكتاب حياتك في اللحظة التي تقرأ فيها».

في الحقيقة هذا تحديداً ما ينقصنا أن نعرفه، أو ما نجهل فهمه بشكل عميق ودقيق عن القراءة حين نأخذ في شرح وتفصيل إشكالية القراءة لدى الأجيال الجديدة من اليافعين والشباب، فنميل كعادة الآباء والمربين والأوصياء إلى النصائح الفوقية والمقارنات وطبعاً لابد من الاتهامات في نهاية الدرس !

فنحن كقراء قدامى أو لنقل مخضرمين، صرفنا أغلب سنوات عمرنا نقرأ ونقتني المزيد من الكتب، غالباً ما نستمتع بإعطاء النصائح وبالشعور بالأفضلية في هذا المجال، لذلك نلجأ لمقارنات تظهر مكانتنا المتميزة في عالم القراءة وكيف أن جيل اليوم عديم الثقافة ولا يقرأ أبداً!!

الآن أسأل نفسي بصدق: هل كنت السبب في نهاية مشروع زميلتي في عالم القراءة، بسبب كتب لم تشكل أية أهمية أو متعة بالنسبة لها؟ لم لا؟ فمن قال إن الآخرين يجب أن يقرأوا ما قرأناه نحن، وأن يحبوا أو يميلوا لنوعية المعارف التي تستهوينا؟ من قال إنه لا يحق لكل واحد منا أن يقرأ ما يشاء وبالطريقة التي يشاء.

إن عالم الكتب واسع كبحر، وعالمنا ينتج يومياً وسائل حديثة في كل مجال، وعليه فقد نقرأ من كتاب وقد نقرأ من الهاتف وقد نقرأ بواسطة أجهزة القراءة اللوحية، المهم أن نقرأ، والمهم أن نعرف ميول واهتمامات ومستوى ولغة ومزاج واهتمامات الشخص الذي ننصحه بالقراءة، لأن هذه العوامل هي دون غيرها ما يحدد نوعية الكتب التي علينا أن ننصح بها أو نقترحها أو نلفت نظرهم لها لا أكثر والأفضل أن نأخذ بيدهم إلى أقرب مخزن كتب ونتركهم يختارون ما يحبون بينما نقف مستعدين لأي مساعدة!