أحدث الأخبار
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد

شكراً .. لا أريد أن أقرأ!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 20-06-2017


بعد مضي سنوات طويلة على ذلك الموقف، تذكرت فجأة لماذا لم تحاول زميلتي فترة الدراسة الجامعية في مدينة العين، أن تقرأ تلك الكتب الصغيرة البسيطة التي انتقيتها لها بناء على طلبها، كانت فتاة محبة للحياة والتأنق، كانت زينتها وثيابها أكثر ما تهتم به كأي فتاة في ذلك العمر، لقد فاجأتني ذات مساء حين طلبت مني أن أختار لها بعض الكتب البسيطة لأنها قررت أن تبدأ مشروع القراءة والتثقف بحسب تعبيرها!

ما حدث هو أنني أحضرت لها الكتب التي طلبتها، وأنا فخورة بمشروعها المباغت، وحين أعطيتها الكتب اتفقنا على أن تنهي كل كتاب خلال أسبوع (لم يتجاوز كل كتاب الـ70 صفحة ربما) لكن المفاجأة الأكبر أنه وبعد مضي أسبوعين، دخلت عليَّ تلك الزميلة غرفتي، وضعت الكتابين على الطاولة، قالت جملة واحدة: «لقد غيرت رأيي لا أريد أن أقرأ، لم أستطع أن أحب القراءة» ثم خرجت !

إن تلك العبارة التي كتبتها الكاتبة والناقدة الأميركية ويندي ليسر هو تحديداً ما جعلني أتذكر حكاية زميلتي والكتب، لقد كتبت ليسر، في مقدمة كتابها «لماذا أقرأ: المتعة الحقيقية للكتب» ما يلي: «يمكن أنْ تقودك القراءةُ إلى الملل أو السموِّ، الغضب أو الحماس، الاكتئاب أو المرح، التعاطف أو الازدراء، وهذا يتوقف على طبيعتك، وكيف يشكل الكتاب حياتك في اللحظة التي تقرأ فيها».

في الحقيقة هذا تحديداً ما ينقصنا أن نعرفه، أو ما نجهل فهمه بشكل عميق ودقيق عن القراءة حين نأخذ في شرح وتفصيل إشكالية القراءة لدى الأجيال الجديدة من اليافعين والشباب، فنميل كعادة الآباء والمربين والأوصياء إلى النصائح الفوقية والمقارنات وطبعاً لابد من الاتهامات في نهاية الدرس !

فنحن كقراء قدامى أو لنقل مخضرمين، صرفنا أغلب سنوات عمرنا نقرأ ونقتني المزيد من الكتب، غالباً ما نستمتع بإعطاء النصائح وبالشعور بالأفضلية في هذا المجال، لذلك نلجأ لمقارنات تظهر مكانتنا المتميزة في عالم القراءة وكيف أن جيل اليوم عديم الثقافة ولا يقرأ أبداً!!

الآن أسأل نفسي بصدق: هل كنت السبب في نهاية مشروع زميلتي في عالم القراءة، بسبب كتب لم تشكل أية أهمية أو متعة بالنسبة لها؟ لم لا؟ فمن قال إن الآخرين يجب أن يقرأوا ما قرأناه نحن، وأن يحبوا أو يميلوا لنوعية المعارف التي تستهوينا؟ من قال إنه لا يحق لكل واحد منا أن يقرأ ما يشاء وبالطريقة التي يشاء.

إن عالم الكتب واسع كبحر، وعالمنا ينتج يومياً وسائل حديثة في كل مجال، وعليه فقد نقرأ من كتاب وقد نقرأ من الهاتف وقد نقرأ بواسطة أجهزة القراءة اللوحية، المهم أن نقرأ، والمهم أن نعرف ميول واهتمامات ومستوى ولغة ومزاج واهتمامات الشخص الذي ننصحه بالقراءة، لأن هذه العوامل هي دون غيرها ما يحدد نوعية الكتب التي علينا أن ننصح بها أو نقترحها أو نلفت نظرهم لها لا أكثر والأفضل أن نأخذ بيدهم إلى أقرب مخزن كتب ونتركهم يختارون ما يحبون بينما نقف مستعدين لأي مساعدة!