أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

«بلا رتوش..!!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 15-06-2017


كنت أعتقد أن قناة (بي.بي.سي) لن تعاود الاتصال بنا أبداً..!».

بهذه العبارة عبر المحلل السياسي، روبرت كيلي، عن مخاوفه في اللقاء التلفزيوني التحليلي الأشهر، الذي كان يقوم به مع قناة شبكة الإذاعة البريطانية، وهو لم يكن يعتقد بالطبع أن القناة لن تعاود الاتصال به بسبب آرائه السياسية، بل لسبب آخر تماماً، هو تلك اللقطات الشهيرة التي تظهر ابنته ذات الأربع سنوات تقتحم الغرفة، وتمشي في الغرفة خلفه على طريقة نعمان.. وما زاد الطين بلة هو دخول ابنته الرضيعة، ومن خلفهما الناني التي اتضح في ما بعد أنها زوجته، إلى آخر الإحراجات في الفيلم، والمقابلة التلفزيونية الأشهر التي لا شك في أنك شاهدت أو سمعت جزءاً منها.

اللافت للنظر في القصة كلها؛ هو أن مخاوفه لم تكن في محلها على الإطلاق، فالناس لم تستقبل لقاءه التلفزيوني بتهمة عدم الحرفية، أو النصاب الذي اتضح أن مكتبه يقع في المنزل.. أو مسخرة المحللين الذين لا يقفلون الأبواب بشكل جيد قبل اللقاءات المهمة؛ بل ما حدث هو أن الناس في العالم كله أحبوا هذه اللقطات التي تظهر أسرة عادية شرقية – غربية، كما هي دون رتوش.. أحب الناس الوقع الطبيعي للحياة.. مشاغبة الأطفال، مشيتهم المضحكة، غباء الرضع، ردود فعل ربة المنزل، حينما تحس بأنها ارتكبت مصيبة؛ انحراج رب العائلة.. أحب العالم ذلك كله أكثر مما أحب التحليل السياسي، الذي كان الدكتور كيلي يصبه في آذانهم، والذي لا يذكر عنه أي أحد أي شيء، بينما خلدت مشاهد الأطفال في تلك المقابلة في التاريخ، وشاهدها حتى الآن أكثر من 60 مليون شخص، لم يهتم أحدهم بمعرفة رأي والدهم السياسي.

ذلك اللقاء البسيط الشهير، يعلم عشاق الوقوف أمام الكاميرات درساً مهماً..

كم نحاول أن نرسم لأنفسنا شخصيات جادة، حرفية، عالمة ببواطن الأمور.. كم نبحث ونتحذلق ونلوي أعنة الحروف والكلمات لنصل في ما نعتقد إلى قلوب وعقول الناس.. بينما الأمر أبسط من ذلك بكثير.. كل ما نحتاج إليه ربما ذات لقاء هو أن نلقي بأقنعتنا إلى المخرج، ونترك الناس ترانا كما نحن بكل حماقاتنا، بكل بساطتنا، بكل ردود أفعالنا الإنسانية العادية!

وعندها.. سيفاجئنا كمّ القبول والانتشار؛ لأن الناس تحب الحقيقة كما هي، بلا تعقيد!

ويكفي أن التعريف الرسمي للدكتور روبرت كيلي، على الموسوعة المفتوحة، يذكر في خانة أهم الإنجازات والمقابلات الصحافية تلك المقابلة التي اقتحمت فيها ابنته الغرفة. لكن الموسوعة لم تذكر أنه كان اقتحاماً لقلوب الملايين في الوقت نفسه، ونداءً للعودة إلى حياتنا بلا رتوش!